شرح جامع لفوائد تلك الشُّروحِ على طريقة الحلِّ، لصار المتنُ بلا مهلٍ انحل، فأجابهم ﵀ إلى ملتَمسِهم ذاك، وشَرعَ في المقصود المطلوب.
- فجمع المؤلفُ ﵀ كلامَ الشُّرَّاح قبلَه في كلِّ حديث من الأحاديث؛ كشرحِ السنَّةِ للإمام البَغَوي، وشَرحِ التُّورِبِشتي المسمَّى "المُيسَّر في شرح مصابيح السنة"، وشَرحِ الإمام المُظْهِري المسمَّى: "المفاتيح"، وشرح الطَّيبي على مِشْكاة المصابيح، وما جَمَعَه من الفوائد الحِسان من كُتبِ والدهِ الإمامِ الحديثية منها والفقهية؛ كـ "مَبَارق الأزهار شرح مشارق الأنوار للصغاني"، وشروحه الفقهية، فهذَّب واختصر ﵀ ما وجدَه من كلام القوم في أحاديث المصابيح، تارةً - قليلة - يذكرُ صاحبَ القول، وكثيرًا ما يُغْفِل نسبةَ الأقوال إلى أصحابها.
- وقد بثَّ ﵀ كثيرًا من فِقْهِ الأئمة الأربعة خصوصًا مذهبَ إمامهِ أبي حنيفةَ، ثم مذهبَ الإمام الشَّافعيِّ رحمهما الله تعالى.
وقد ظَهرَ في عرضه لتلك المسائل عدمُ تعصُّبِه لمذهبه، بل إنّه ظهر في مواضعَ عدَّةٍ تقديمُه لفقهِ الإمام الشَّافعي، وأنَّ الحديث الذي هو بصدد شرحِهِ هو حجة للشَّافعيِّ ومؤيّدٌ لمذهبه الذي ذهب إليه (١).
وهذا من مَحَاسن الشَّرحِ التي تندُر في كثيرٍ من الشروح.
- والمَأثَرةُ الأخرى لهذا الشرح: تبسيطُه وتذليلُه لكلامِ الأئمة السَّابقين في الجوانب اللُّغوية والحديثيَّة والفقهيَّة، وحُسْنُ عَرضِها حتى لا يبقى لسائلٍ أو مُسْتَشْكِلٍ استفهام.
_________
(١) انظر أمثلة لذلك: (١/ ٢٢٠، ٢٨٠)، (٢/ ١٧٧، ٤٣٠)، (٤/ ٦١).
مقدمة / 16