Explication de la foi et de l'islam, désignation des sectes et réfutation de leurs opinions

Abu Abdullah, Al-Zubayr ibn Ahmed Al-Zubayri d. 318 AH
5

Explication de la foi et de l'islam, désignation des sectes et réfutation de leurs opinions

شرح الإيمان والإسلام وتسمية الفرق والرد عليهم

Chercheur

حسام الحفناوي

Maison d'édition

دار الضياء

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1424هـ /2003 م

Lieu d'édition

طنطا / مصر

فقال القوم : لما أقر المنافقون بألسنتهم إقرارا لم تعقد عليه قلوبهم ، | لم يكن نافعا لهم ، فقالوا : فإنما يكمل الإيمان بتصديق القلب ، يكون مع | هذا يراعى الأعمال بأوقاتها ، فيقيم الصلاة في وقت وجوبها ، ويؤتي | الزكاة في وقت حلولها ، ويؤدي كل شريعة في وقت حلولها ، فاستقام | | إقراره بلسانه ، وتم تصديقه بقلبه ، واعتقد الإيمان بالأعمال ، ثم راعى | أوقاتها ، فقام بأدائها ، فقد كمل له الإيمان ، وإن نقص من هذا شيء نقص | إيمانه بقدر ما نقص من ذلك .

فإن زاد مع الشرائع المفروضة ، والفرائض المحدودة فضائل من نوافل | الخير ، زاد إيمانه ، فوصفوا الإيمان بشيء يكمل بأدائها ، وينقص بنقصانها ، | ويزيد بما يأتي من نوافل الخير وأعماله .

وهذا القول المصطفى عندنا ، والمجتبى لدينا ، والذي نعتقده ، ونقول | به ، قال الله عز وجل تصديقا لهذا القول : ^ ( وإني لغفار لمن تاب وآمن | وعمل صالحا ثم اهتدى ) ^

وقالت طائفة قلت معرفتها ، وضعفت دلالتها ، ووهنت حجتها : إن | الإيمان قول بلا عمل ، لا يزيد ولا ينقص ، وأن من آمن وأصلح ، وعدل | وأحسن ، وعامل وأنصف ، وقال فصدق ، ووعد فوفي ، وظلم فعفى ، | وفعل نوافل الخير ، وأعمال البر ، وأدى ما يجب عليه من حق والدية ، | وحق ولده ، وحق ذي رحمه ، وحق جاره ، وحق صديقه ، وقام بالخير كله | فيما قدر عليه ، وإن من قال : لا إله إلا الله قولا باللسان ، ثم تخلف عن | إقامة الفرائض ، وقصر في القيام بالشرائع ، وتخلف عن الإتيان بأعمال | الخير والنوافل ، وائتمن فخان ، وقال فكذب ، ووعد فأخلف ، وأنصف | فظلم ، وجار وقسط ، إن هذين جميعا في درجة واحدة ، ولا فضل لهذا | على هذا ، ولا لهذا على هذا .

Page 34