Commentaire sur les Sections d'Hippocrate
شرح فصول أبقراط
Genres
الشرح (238): ومما يعرض لمن يتناول الطعام ولا يزيد بدنه، أن أمره يؤول -في أكثر الأمر- إلى أن لا ينال من الطعام، أي أن شهوته في آخر (239) الأمر تبطل، وذلك لأن من كان (240) أمره كذلك ففي بدنه فضلة، كما بيناه أولا، والطعام يزيد تلك الفضلة، فإذا كثرت على طول الأيام، جعلت البدن محتاجا إلى الدفع أكثر منه إلى الجذب، فتسقط الشهوة. وأما من كان (241) حاله بعكس ذلك، أعني من كان أولا فاقد الشهوة، فإنه يعرض له أن تقبل الطبيعة على المادة، لعدم الوارد، PageVW0P049B وتصلحها، فما (242) يصلح منها للتغذية تستعمله في الغذاء، وما يصلح للاندفاع تسهل دفعه، فتدفعه، وينقى البدن، فتحدث له الشهوة. وهذا حاله تكون أجود لا محالة، لأنها انتقال من الرداءة إلى الصلاح، وتلك بالعكس. قوله: "جميع (243) من حاله رديئة" يريد بذلك ليس (244) المرضى، فإن عدم تزيد بدن المريض (245) بالغذاء PageVW2P046B غير منكر، بل من حاله متوسطة بين الصحة والمرض، كالناقه ومن شاكله.
[aphorism]
قال أبقراط (246): صحة الذهن في كل مرض علامة جيدة، وكذلك الهشاشة للطعام، وضد ذلك علامة رديئة.
[commentary]
الشرح (247): قد بينا أن ما ذكرناه مختص بمن هو في الحالة (248) الوسطى، وأما المرضى فشهوتهم للغذاء علامة صالحة، لدلالة ذلك على سلامة آلات الغذاء وقواها. وكذلك أيضا صحة الذهن فيهم PageVW0P050A علامة صالحة، لدلالتها على سلامة الدماغ وقواه. ومعنى قولنا: "إن كذا علامة صالحة" أن وجوده [L4 26b] للمريض أصلح من فقده. ولا شك أن الأمر كذلك ههنا في جميع الأمراض، ولا يلزم ذلك أن لا يعرض الموت، فقد تكون (249) علامات (250) رديئة تغلب الصالحة وتزيد عليها، فلا يلزم أن تكون صحة الذهن والهشاشة إلى الغذاء، أعني الإقبال عليه، في المسهولين ومن شاكلهم (251) علامة صالحة، وإن أعقبه الموت.
[aphorism]
قال أبقراط (252): إذا كان المرض ملائما PageVW2P047A لطبيعة المريض وسنه وسحنته والوقت الحاضر من أوقات السنة، فخطره أقل من خطر المرض الذي ليس بملائم لواحدة من هذه الخصال.
[commentary]
Page inconnue