Explication des aphorismes d'Hippocrate
شرح فصول أبقراط
Genres
[aphorism]
قال أبقراط: من بال بولا منثورا شبيها ببول الدواب فيه صداع حاضر أو سيحدث به.
[commentary]
الشرح هاهنا بحثان.
البحث الأول
في الصلة وهو أن البول الغليظ على نوعين ثخين وكدر وذلك لأن الأجزاء الأرضية المخالطة للمائية إما أن تكون مختلطة بالأجزاء المائية بحيث أن الحس لا يمكنه التمييز بينهما أو يمكنه. فإن كان الأول فهو الثخين وهو الذي لا يخرقه البصر ولا ينفذ فيه ويحجب ما وراءه. وإن كان الثاني فتلك الأجزاء الأرضية إما أن تكون راسبة أو لا تكون راسبة. فإن كان الأول فليس ذلك بكدورة بل رسوب. وإن كان الثاني فهو الكدر ويلزمه أن البصر يخرقه ولا يحجب ما وراءه وهو المعبر عنه في هذا الموضع بالمنثور. وأبقراط لما تكلم في الفصل الأول في الثخين ذكر في هذا الفصل الكدر (769).
البحث الثاني
في كيفية إنذار هذا البول بالصداع وهو أنه قد عرف (770) أن المائية من حيث هي مائية ليس لها قوام غليظ وأن (771) الغلظ (772) الحاصل لها من اختلاط الأجزاء الأرضية بها ثم هذه الأجزاء متى لم تكن متحدة بالأجزاء المائية اتحادا يعسر على الحس التمييز بينهما على ما هو عليه الثخين كانت راسبة في قعر المائية فإنها بطبعها تطلب ذلك فصعودها إلى أعالي القارورة أو إلى أوسطها أو تموجها وثورانها إنما هو لفاعل (773) PageVW5P083B يفعل ذلك. والفاعل لذلك إما الحرارة أو البرودة، والثاني محال لأن البرودة شأنها الجمع بين المتشاكلات والمختلفات ويلزم من ذلك التكاثف والمنع من المنثور فبقي أن يكون سبب ذلك الحرارة فإن الحرارة شأنها التفريق بين المتشاكلات والمختلفات ولا معنى للمنثور إلا ذلك. وهذا القدر يلزمه التبخير (774) ومثل هذه الأبخرة تكون غليظة متوفرة المقدار. أما الغلظ فلغلظ الأجزاء الموجبة لغلظ المائية وأما الكثرة فلقوة الحرارة الفاعلة لذلك. والدماغ في نفسه قابل لتأثير الأبخرة المتصاعدة إليه لأنه مع كونه غطاء البدن رطب المزاج والقوام. فعند صعود الأبخرة إليه تمدده ويلزم التمديد تفرق الاتصال وهو موجب للألم على ما عرفت وذلك الألم (775) المسمى عند الأطباء بالصداع. فإن بقي هذا الموثر زمانا طويلا وكانت القوة قوية أنذر ذلك بطول المرض وإن كانت القوة ضعيفة أنذر ذلك بالموت. وأما حقيفة الصداع وما يتعلق به فقد ذكرناه في المقالة الثالثة في شرح قوله إذا كان الصيف قليل المطر شماليا وكان الخريف مطيرا جنوبيا عرض في الشتاء صداع شديد (776).
70
[aphorism]
Page inconnue