Explication des aphorismes d'Hippocrate
شرح فصول أبقراط
Genres
في حقيقة البول. نقول قد عرف أن المشروب يختلط بالغذاء عند انحداره إلى المعدة وأن الجميع يفعل فيه المعدة هضما إلى أن يصير المجموع شبيها بكشك الشعير في قوامه تسميه PageVW5P078A الأطباء كيلوسا فإذا صار حال الغذاء المستعمل إلى الصورة تخلت المعدة عن مسكه وانفتح له المخرج الذي (727) في أسفلها وخرج إلى المعاء وانجذب لطيفه ورقيقه إلى جهة الكبد في المنافذ المسماة بالماساريقا ثم أن الكبد تحتوي عليه وتفعل فيه فعلا آخر بمعنى أن يخلع صورته يولبس صورة أخرى. وهناك تتميز المواد الأربع التي هي الدم و * والصفراء البلغم (728) والسوداء بعضها عن بعض والمائية عن الجميع وينفذ الدم ومعه شيء من المواد الثلاثة والمائية. وأما المواد الأربع التي هي الدم والصفراء والبلغم والسوداء بعضها عن بعض والمائية عن الجميع وينفذ الدم ومعه شيء من المواد الثلاثة والمائية. وأما (729) المواد الأربع (730) فذلك إما للتغذية وإما لمنافع لا بد منها على اختلاف المذهبين - وقد أوضحنا الحق * في هذا (731) في شرحنا في الكليات وفي كتابنا المسمى بالشافي - والبلغم جميعه ينفذ مع الدم. وأما الفصراء فأكثرها ينفذ إلى جهة المرارة ثم منها إلى جهة المعاء ثم إلى خارج مع النجو. وأما أن هذا النافذ أحد من النافذ مع الدم أو بالعكس فهذا القدر قد أوضحناه في ذينك الكتابين وكذلك الكلام في أن البلغم لم أجرى مجرى الدم مع (732) عدم المفرغة (733). وأما السوداء فأكثرها ينفذ إلى جهة الطحال ثم منه إلى فم (734) المعدة ثم ينحدر عن المعدة ويخرج مع النجو. وأما المائية فإن معظمها ينحدر إلى جهة الكلية ومعها أجزاء دموية تغتذى الكلية بها تبقى المائية خالصة تنحدر (735) إلى المثانة وهو المسمى بالبول ثم أن المائية النافذة مع الدم لأجل تنفيذه في المسالك الضيقة يتحلل ما يتحلل من مسام البدن ويرجع الباقي قهقرا إلى جهة المثانة أيضا. ويدل على هذا القدر وجوه ثلاثة أحدها أنا نرى المختضبة بالحناء ينصبغ بولها ويتغير عن واجبه. وثانيها أنا نرى من كثر عرقه قل بوله PageVW5P078B وبالعكس. وثالثها أنا نرى العرق شبيه بالبول في اللون والقوام والطعم غير أنه يجب أن تعلم أن وجود المائية في الكبد ليس هو على سبيل التكوين بل على سبيل التمييز. فقد علم مما ذكرنا أن المائية من حيث هي مائية استفادها (736) اللون إنما هو بمخالطة الأخلاط لها وبفعل الحرارة والبرودة وفيها. وفي الحقيقة ذلك راجع إلى اختلاط المواد بها وأنها فضلة الهضم الثاني والثالث والرابع فإنه قد عرف (737) أن الهضوم على المذهب الحق أربعة هضم المعدة وهضم الكبد وهضم العروق وهضم الأعضاء. فاثنان فيهما خلع الصورة وهما الكبدي والعضوي واثنان معدان لهما إعدادا تاما وهما المعدي والعروقي. وقولنا تاما احترازا عن إعداد الفم والمعاء والماساريقا فإن هذه غير تامة وإلا كانت الهضوم سبعة الفمي والمعدي والمعوي والماساريقي والكبدي والعروقي والعضوي. إذا عرفت هذا فنقول البول فضلة مائية متميزة في الهضم الثاني والثالث والرابع دالة على أحوال الأعضاء بما تستفيده مما في البدن.
البحث السادس
هذا الجوهر المسمى بالبول يدل على أحوال الأعضاء بأمور ثلاثة وهي (738) قوامه ولونه ورسوبه. أما بقوامه فعلى أحوال المعدة فإنها متى كانت قوية في هضمها واحتوائها على الغذاء واختلط الغذاء بالمشروب في كثير من الحيوان خلطا تاما بحيث أن PageVW1P118B الحس لا يمكنه أن يفرق بينهما ويحس بأحدهما دون الآخر وحينئذ يستفيد الماء من الغذاء قواما أغلظ مما له بحسب طبعه. وأما بلونه فعلى أحوال الكبد إذا لم يكن لأمر صابغ متناول أو ملاق PageVW5P079A للبشرة وذلك لأن الكبد هي المحيلة الكيلوس إلى الصورة الخلطية على ما عرفت والمتميزة لكل واحد من الأخلاط عن الآخر وذلك بفضل حرارتها على حرارة المعدة. فمتى كانت هذه المتميزة بحيث أنها لم تميز كل واحد منها عن المائية على ما ينبغي أو كانت الحرارة * ضعيفة أو قوية (739) استفادت المائية من ذلك لونا ما لم يكن لها من طباعها. وأما برسوبه فعلى الأعضاء لأنه قد عرف أن الرسوب فضلة الهضم الرابع وأنه منفصل من جهة الأعضاء ولما كان البول حاله كذلك سمي العلم المأخوذ منه علم التفسرة أي أنه يفسر لنا أحوال الأعضاء. ثم اختلف الأطباء في دلالته على الأعضاء فقال قوم أنه يدل على أحوال آلات الغذاء بالذات وعلى ما عداها بواسطة دلالتها عليها، قالوا وذلك لأن هذه الأعضاء هي المفيدة للبول القوام واللون وهي الحاوية لها. فمتى كانت هذه سليمة كان البول سليما ومتى كانت مؤوفة كان مؤوفا. ومنهم من قال إنه يدل على جملة الأعضاء بالذات قال وذلك لأن المائية مندفعة مع الدم إلى جملة الأعضاء ويدل صحة هذا ما ذكرنا. قال وإذا كان كذلك فتكون دلالة البول على جملة البدن دلالة ذاتية وهذا هو الحق (740).
البحث السابع
صحة دلالة البول على أحوال الأعضاء موقوفة على سبعة عشر شرطا أحدها أن يكون أول بول أصبح عليه لأنه هو المخالط للكيلوس المتولد عنه المواد في الكبد وثانيها أن لا يدافع صاحبه إخراجه عن المثانة عند الإحساس بخروجه فإنه متى فعل به ذلك PageVW5P079B جرد ما يلاصق المثانة من الرطوبات وما يصادفه في المسافة عند خروجه بحدته المستفادة من احتباسه وذلك مما يغيره عن واجبه. وثالثها أن يكون أخذه بعد النوم الأطول (741) الليلي. أما الأول فلطول زمان تأثير الحرارة الغريزية والقوى الطبيعية فيه. وأما الثاني فلأن هضم الكبد في غالب الحال في الليل فلذلك (742) قال الأطباء إن الإسهال النهاري دال على أحوال المعدة والليلي على أحوال الكبد. ورابعها أن يكون النوم المذكور معتدلا فإن المفرط يحبس الفضلات ويجمعها في الباطن وحينئذ يخالط البول ويغيره عن واجبه والقاصر يقصر معه الهضم وفعل الحرارة الغريزية. وخامسها أن لا يكون النوم المذكور على الخواء فإن ذلك يغير البول عن واجبه * على ما عرفت (743) باحتداد المزاج. وسادسها أن لا يكون قد تقدمه تخمة وفساد الهضم فإن ذلك يغير قوام البول ولونه عن واجبه (744). وسابعها أن لا يكون أخذه عقيب تناول الطعام والشراب فإن ذلك يغير لونه عن واجبه بعطف الحرارة الغريزية إلى جهة الناطن. وثامنها أن لا يكون قد تقدمه شيء من الحركات والأعمال المغيرة للون البول وقوامه مثل السهر والجماع فإن الأول يغير لونه إلى الحمرة باحتداد المزاج والثاني يدسمه. وتاسعها أن لا يكون قد تقدمه صابغ يغير لونه ملاق للبشرة أو مأكول. أما الأول فمثل الحناء فإنه (745) يفيد البدن حمرة قانئة والوسمة سوادا على ما ذكره الإسرائيلي. وأما الثاني فمثل البقول فإنها تغير لونه إلى الخضرة والخيارشنبر إلى السواد وكذلك المري PageVW5P080A والزعفران إلى الصفرة الشراب الأحمر إلى الحمرة. وعاشرها أن لا يكون قد تقدمه أخذ شيء من المدرات فإنها تغير لون البول عن واجبه في اللون والقوام وذلك لما يجذب من المواد إلى جهة المثانة. وحادي عشرها أن لا يكون قد أتى عليه ساعات فإن ذلك يحلل حرارته المعينة على دلالة رائحته ولونه ورسوبه. وثاني عشرها أن لا ينظر فيه ساعة يبال بل يترك زمانا ما حتى يتميز الرسوب. وثالثها عشرها أن يؤخذ البول بتمامه فإن الرسوب الذي العمدة عليه يتأخر خروجه لأنه إما أن يكون في العروق فيبطئ في خروجه وجريانه إلى جهة المثانة * وإما أن يكون في المثانة (746) فيكون هابطا في تجوفها لغلظه وأرضيته ثم أن البول يبادر إلى الخروج لسيلانه ولذعه للمثانة بحدته (747). ورابع عشرها أن يكون النظر إليه في مكان مضيء ليتمكن الرائي من رويته وأن يحرك تحريكا لطيفا ليعلم خفة الرسوب وثفله من سرعة نزوله وبطئه. وخامس عشرها أن لا ينقل البول من إناء إلى إناء، فإن من الناس من يبول في إناء واسع الفم ثم ينقل القارورة وهذا خطأ فإنه ربما يلتصق شيء من أجزاء الرسوب بالإناء الأول. وسادس عشرها أن لا ينقل من بلد إلى بلد فإن هواء البلد الثاني إما أن يكون مثل هواء البدل الأول أو مغايرا له فإن كان الأول تغير عن واجبه في لونه ورسوبه وقوامه بالخضخضة لا سيما متى كانت المسافة بعيدة وإن كان الثاني كان تغيره عن ذلك ظاهرا بسبب اختلاف الهواء. وسابع عشرها أن يكون الآلة التي يؤخذ فيها بيضاء شفافة كالزجاج * الأبيض والبلور (748) وذلك PageVW5P080B ليتمكن الرائي من رويته على ما ينبغي وأن يكون مستديرة PageVW1P119A الشكل وذلك لأن ذا الزوايا يمنع من رويته عند الزوايا على ما ينبغي و إن يغسل من البول فإنه ربما يتطلخ جوانبها بشيء من رسوب البول الأول (749).
البحث الثامن
الدلائل المأخوذة من البول منحصرة بالحقيقة في تسعة أوجه. أحدها من قوامه وثانيها من صفائه وكدورته (750) وثالثها من لونه ورابعها من رسوبه وخامسها من مقداره وسادسها من رائحته وسابعها من زبده وثامنها من ملمسه وتاسعها من طعمه. وأبقراط قد ذكر في هذه المقالة منها على ما سيظهر عند التفصيل. وابتدأ بذكر القوام ولنبسط القول فيه فنقول الماهية من حيث (751) هي هي لو طبخت مهما طجنت لم يتغير قوامها عما يقتضيه ذاتها إلا أن يخالطها ما هو أغلظ قواما منها ثم هذا المخالط إن كان قوامه غليظا أو مقداره كثيرا أفاد المائية غلظ القوام ومتى كان رقيقا أو مقداره يسيرا جدا لم تفد المائية قواما محسوسا وهذا هو الرقيق عند الأطباء. ومتى كان معتدلا * في ذلك كان قوام البول معتدلا (752). ثم الغلظ له أسباب أربعة أحدها أن يكون الموجب لإعطائه القوام غليظا في نفسه. وثانيها أن يكون نضيجا وإن كان نضيجا رقيقا في الأصل. ومثل هذا النوع من الغلظ يعقبه خفة وراحة لأن خروجه لقوة الطبيعة على النضج ثم الدفع. وثالثها انفجار أورام في آلات البول لأن أورام ما عدا هذه من الأعضاء قد تندفع في الأكثر إلى جهات أخر ويخص هذا النوع من الغلظ PageVW5P081A نتن (753) الرائحة. ورابعها ذوبان يحصل للأعضاء ويخص هذا جموده بعد خروجه. واعلم أن دلالة الغلظ على الشر في الأمراض الحادة أكثر * دلالة عليه (754) في الأمراض المزمنة. وذلك لأن مواد الأمراض الحادة لطيفة رقيقة ومواد الأمراض المزمنة غليظة فإن حصل ذلك في الأمراض الحادة فهو لذوبان قد حصل. ومن الأسنان ما يخص بولهم غلظ القوام فإذا رق دل على خروجهم عن مقتضى أمزرجتهم كالصبيان. وذلك لوجوه خمسة أحدها لكثرة مآكلهم ومشاربهم فتستفيد المائية من ذلك غلظ القوام وثانيها سوء ترتيبهم (755) لذلك فإنهم يأخذون غذاء على غذاء ويستعملونه من ذلك فوق الحالجة ولا شك أن ذلك يفيده غلظا. ثالثها كثرة حركاتهم على الأغذية فإن ذلك يحدر المواد عن معدهم وغيرها إلى آلات البول فيفيدها غلظا. ورابعها لرطوبة أمزجتهم فإن الرطوبة مما يفيد البول غلظا. وخامسها جذب أعضائهم لما في معدهم من الغذاء لشدة الحاجة إليه وذلك بسبب النماء وإخلاف عوض المتحلل فيكون المنحدر منه مع المائية مقدارا متوفرا فيفيدها قواما غليظا. والبول الغيظ قد يبال ويبقى على غلظه وقد يبال غليظا ويرق بعد ذلك. وقد وقع خلاف في تأويل ذلك وهو أن معنى هذا القول أن البول الغليظ الذي يرق بعد ذلك أو يبقى على غلظه هل يفهم ذلك منه في القارورة بمعنى أن البول بكون في القارورة غليظا ثم يرق بعد ذلك أو يكون ذلك منه في داخل البدن بمعنى أنه يبال مرات ثخينا ثم بعد تلك (756) المرات يرق أو يستمر على ثخنه. والحق عندي هو الأخير لأنهم قالوا إذا بيل ثخينا ثم رق بعد ذلك فإنه PageVW5P081B يدل على أن الطبيعة قد أخذت في نضج المواد البدنية. ولا شك أن هذا القدر لا يحصل في الإناء فإنه ليس فيه حرارة تنضجه. وقد استقصينا الكلام في هذا الموضع في شرحنا لكليات القانون وأما إن (757) بقي على غلظه دل على عجز الطبيعة عن نضج المواد البدنية فهذا ما يتعلق بالقوام الغليظ. و أما الرقيق فرقته تارة يكون من جهة المادة وتارة يكون من جهة القوة وتارة يكون من جهة الآلة. والأول إما أن يكون من جهة المائية نفسها أو من جهة المخالط لها والأول هو أن يكون أكثر مما ينبغي فيعجز المخالط لها عن أن يفيدها قواما محسوسا. والثاني إما أن يكون قليلا جدا فلا يقدر أن يفيد المائية غلظا محسوسا أو رقيقا جدا فلا يقدر على ذلك. وقلة المخالط إما أن يكون لقلته في نفسه كما في الإسهال وكما في الصوم المفرط وفي تخلخل البنية وإما لانصرافه إلى جهة أخرى كما إذا حصل ورم في بعض الأعضاء. والرقة إما لأن المادة في نفسها كذلك وإما لأمر عارض لها كالتعب الشديد فإنه يفيد المادة قواما رقيقا. والكائن من جهة القوى (758) فذلك إما لضعف هاضمة المعدة فلا تظهر الغذاء كما ينبغي بحيث أنها * تفيدها قواما محسوسا بما يخالطها من المواد، وإما لضعف دافعة الكبد بحيث أنها (759) تعجز عن دفع ما غلظ من المواد وكثر مقداره وحينئذ تعجز المندفع عن أن يفيد المائية قواما محسوسا. ويخص هذا السبب الموجب للرقة ضعف شهوة الطعام وقلة صبغ البراز. وذلك لقلة اندفاع ما يندفع من الفضلات الموجبة لما ذكرنا، وإما لضعف PageVW5P082A جاذبة الكلى عن أن يجذب ما غلظ من المواد وكثر (760) مقداره فيحصل ما ذكرنا، وإما لضعف دافعتها عن دفع ما جذبته جاذبتها من ذلك وحينئذ يحصل ما ذكرنا. وأما الكائن من جهة الآلة فهو أن يكون في المنافذ التي تنفذ فيها المواد المفيدة للقوام سدة تمنع نفوذ ما غلظ من المواد من النفوذ مع البول. فهذه الأسباب الموجبة للرقة وهي ثمانية كثرة المشروب وقلة مقدار المادة الغليظة ورقة قوامها وضعف هاضمة المعدة وضعف دافعة الكبد وضعف جاذبة الكلى وضعف دافعتها وسدة في المجاري. والشبان بولهم بالطبع رقيق وذلك لأن غالب ما يتولد في أبدانهم * من المواد المادة (761) الصفراوية التي هي أرق المواد وألطفها ولقلة ما يستعملون من الأغذية ولأن الغالب على سختهم التخلخل فتحلل مواد أبدانهم التي هي موجبة للغلظ فإذا غلظ دل ذلك على بعدهم عن المزاج الخاص بهم. والبول PageVW1P119B الرقيق قد يبال رقيقا ويبقى على رقته ويدل على استمرار الفجاجة وعجز الطبيعة عن نضج المواد وقد يبال رقيقا ثم يثخن بعد ذلك ودل على أحد أمرين إما إلى أن الطبيعة قد أخذت في نضج المواد وإما على ذوبان قد حصل اللأعضاء فهذا حكم الرقيق. وأما المعتدل فسببه اعتدال الأخلاط في قوامه.
البحث التاسع
انتقال البول الغليظ إلى الاعتدال أو إلى الرقة إما أن يكون دفعة وإما أن يكون بالتدريج وكذلك انتقال البول الرقيق إلى الاعتدال أو إلى الغلظ إما أن يكون دفعة وإما أن يكون بالتدريج. فهاهنا أقسام ثمانية أحدها بول غليظ ينقل إلى الاعتدال بالتدريج هذا يكون لأخذ الطبيعة PageVW5P082B في نضج * مواد غليظة فجة أو كثيرة (762) إذ لو كانت لطيفة أو قليلة لحصل ذلك منها دفعة. وثانيها بول غليظ انتقل إلى الاعتدال دفعة وهذا سببه أحد أمرين إما لأن المادة شديدة القبول للنضج ثم اتفق مع ذلك استعمال (763) ما يقوي القوة وذلك إما لغذاء (764) منعش وإما (765) ما يسكن عارضا قويا مضعفا للقوة فإنه عند ذلك تستولي البطيعة على المادة دفعة وتنضجها وإما لأن نضج المواد كان حاصلا ثم وقع غلظ البول لبحران وقع فدفعت الطبيعة المواد المغلظة للبول ثم بعد الفراغ منها يرجع البول إلى قوامه الأول. وثالثها بول غليظ انتقل إلى الرقة بالتدريج هذا يكون سببه مواد رقيقة مالت إلى جهة آلات البول. ورابعها بول غليظ انتقل إلى ذلك دفعة هذا يكون لأحد أمرين إما لعروض سدة في بعض (766) مجاري البول فمنعت نفوذ ما غلظ من المواد المغلظة للبول وإما لميل المواد المغلظة للبول إلى جهة أخرى. وخامسها بول رقيق انتقل إلى الاعتدال بالتدريج وذلك عند أخذها في النضج للمواد البدنية أولا فأولا. وسادسها بول رقيق انتقل إلى ذلك (767) دفعة. هذا يكون لثلاثة أمور إما لأن البول كان معتدلا في قوامه ثم اتفق لصاحبه أن شرب ماء باردا جدا شربا مفرطا فحصلت الرقة ثم يأتي يوم ترك ذلك الشرب فعاد البول إلى لونه الأول دفعة، وإما لأن المواد البدنية شديدة القبول للنضج والقوى حصل لها ما يقويها وينعشها أو ما يسكن عارضها (768) فيحصل النضج دفعة وإما لأن في العروق أخلاطا مختلفة في قوامها البعض منها نضج والبعض فج واتفق خروج الفج أولا ثم خرج النضج دفعة. وسابعها بول رقيق PageVW5P083A انتقل إلى الغلظ بالتدريج وذلك كما إذا أخذت الطبيعة في نضج المواد البدنية أولا فأولا. وثامنها بول رقيق انتقل إلى ذلك دفعة. هذا يكون لأحد أمرين إما لانفتاح سدة كانت تمنع الأجزاء المغلظة للبول خرجت دفعة وإما لذوبان وقع دفعة كما في الأمراض الحادة.
69
Page inconnue