159

[aphorism]

قال أبقراط: إذا كانت أوقات السنة لازمة لنظامها وكان في كل وقت منها ما ينبغي أن يكون فيه كان ما يحدث فيها من الأمراض حسن الثبات والنظام حسن البحران، وإذا كانت أوقات السنة غير لازمة * لنظامها (463) كان ما يحدث فيها من الأمراض غير منتظم سمج البحران.

[commentary]

الشرح هاهنا مباحث أربعة.

البحث الأول

في صلة هذا * الفصل (464) بما قبله: وهو أنه لما بين في الفصل الأول أن انقلاب أوقات السنة مما يولد أمراضا ثم * ذكر (465) أن الصيف إذا تغيرت كيفياته كما إذا كثرت الرطوبة كثر العرق في الحميات عما تقتضيه حميات الصيف وإذا كان الشتاء قليل المطر حصل منه حميات حادة أحد مما تقتضيه طبيعة الفصل المولد للحميات، ذكر في هذا الفصل ما يقابل ذلك جميعه وهو أن كل واحد من أوقات السنة إذا كان جاريا على ما ينبغي كان ما يحدث فيها من الأمراض له نظام وبحران حسن. وإذا كانت آتية على غير واجبها كان الأمر بالعكس كما ذكر آنفا.

البحث الثاني

في معنى النظام: قال جالينوس: هذا يعلم مما قاله أبقراط في كتابه في الأهوية والمياه والبلدان وهو أن * يكون (466) الخريف فيه * أمطار (467) والشتاء لا دفيئا ولا مجاوزا لحد البرد المفرط والربيع فيه أمطار في أوقاته والصيف آتيا * فيه (468) على واجبه في حره ويبسه بمعنى أن لا * يكون (469) مفرطا في ذلك، فإن السنة * التي (470) حالها كذلك تكون أصح مما تكون.

البحث الثالث:

كل فصل له مادة مخصوصة تتولد فيه. فإذا أتى * على (471) واجبه كان المتولد فيه تلك المادة الخاصة به فقط، وكانت الأمراض الحادثة عنها حسنة الثبات أي تبقى المدة التي يقتضيها القياس، ولا يكون فيها اختلاط في أعراضها لاتحاد المادة الموجبة لأمراضها وهي التي عني بها حسنة النظام، وتكون مجاريتها آتية في * أوقاتها (472) لا تتقدم ولا تتأخر. وذلك هو معنى قوله حسنة البحران هذا جميعه بالنظر إلى المادة البدنية لا بالنظر إلى ما يطرأ من خارج * (473) . فإنها قد تكون واحدة ويكون ما ذكره مختلفا، وذلك إما لخطأ الطبيب في تدبيره وهو أن يلطف التدبير في الوقت الذي لا يجب أن يلطف فيه أو يغلظه في الوقت الذي لا يجب التغليظ فيه أو يستفرغ على غير نضج، وإما من جهة العليل نفسه وهو أن يخالف * الطبيب (474) فيما يأمر به، PageVW5P140B وإما لعارض نفساني، وإما لخطاء يقع من خدم العليل. فحكم أبقراط هاهنا بما ذكره * ههنا (475) بالنظر إلى المادة البدنية فقط. وقوله * «سمج (476) البحران» أي رديئة البحران، فإن المواد متى كان قوامها مختلفا كانت بحارينها غير آتية على واجبها.

Page inconnue