Explication du Diwan d'Al-Mutanabbi
شرح ديوان المتنبي
Genres
أبلغ رسالاتي الشريف، وقل له:
قدك اتئد أربيت في الغلواء
إن المعروف المطوق الشاشي كان بمصر وقت المتنبي فعمد إلى قصيدته في كافور:
أغالب فيك الشوق والشوق أغلب
وجعل مكان أبا المسك أبا الفضل، وسار إلى خراسان وحمل القصيدة، أعني قصيدة المتنبي إلى أبي الفضل، وزعم أنه رسوله، فوصله أبو الفضل بألفي درهم، واتصل هذا الخبر بالمتنبي ببغداد، فقال: رجل يعطي لحامل شعري هذا، فما تكون صلته لي؟ وكان ابن العميد يخرج في السنة من الري خرجتين إلى أرجان، يجبي بها أربع عشرة مرة ألف ألف درهم. فنما حديثه إلى المتنبي بحصوله بأرجان، فلما حصل المتنبي ببغداد نزل ربض حميد، فركب إلى المهلبي، فأذن له فدخل وجلس إلى جنبه، وصاعد خليفته دونه، وأبو الفرج الأصبهاني صاحب كتاب الأغاني، فأنشدوا هذا البيت:
سقى الله أمواها عرفت مكانها
جراما وملكوما وبذر فالغمرا
وقال المتنبي: هو جرابا، وهذه أمكنة قتلتها علما، وإنما الخطأ وقع من النقلة! فأنكره أبو الفرج، قال الشيخ: هذا البيت أنشده أبو الحسن الأخفش صاحب سيبويه في كتابه جراما، بالميم، وهو الصحيح وعليه علماء اللغة، وتفرق المجلس عن هذه الجملة، ثم عاوده اليوم الثاني وانتظر المهلبي إنشاده فلم يفعل ، وإنما صده ما سمعه من تماديه في السخف ، واستهتاره بالهزل، واستيلاء أهل الخلاعة والسخافة عليه، وكان المتنبي مر النفس صعب الشكيمة حادا مجدا فخرج، فلما كان اليوم الثالث أغروا به ابن الحجاج حتى علق لجام دابته في صينبة الكرخ وقد تكابس الناس عليه من الجوانب، وابتدأ ينشد:
يا شيخ أهل العلم فينا ومن
يلزم أهل العلم توقيره
Page inconnue