Explication du Diwan d'Al-Mutanabbi
شرح ديوان المتنبي
Genres
وثانيتهما قالها يصف مجمرة رآها عند ابن العميد، وأولها:
أحب امرئ حبت الأنفس
وأطيب ما شمه معطس
ثم تأتي بعد ذلك القصيدة الثالثة، التي يودع فيها الشاعر أبا الفضل ابن العميد، وهي التي مطلعها:
نسيت وما أنسى عتابا على الصد
ولا خفرا زادت به حمرة الخد
وما كاد المتنبي - بعد قصيدة الوداع - يتأهب للرحيل إلى أهله بالكوفة حتى جاء ابن العميد كتاب من عضد الدولة في طلب المتنبي، فأنبأه ابن العميد به فقال: ما لي وللديلم؟ فقال أبو الفضل: عضد الدولة أفضل مني، ويصلك بأضعاف ما وصلتك به، فأجاب: بأني ملقى من هؤلاء الملوك أقصد الواحد بعد الواحد، وأملكهم شيئا يبقى ببقاء النيرين، ويعطونني عرضا فانيا، ولي ضجرات واختيارات فيعوقونني عن مرادي فأحتاج إلى مفارقتهم على أقبح الوجوه. فكاتب ابن العميد عضد الدولة بهذا الحديث، فورد الجواب بأنه مملك مراده في المقام والظعن.
وكان عضد الدولة بصيرا بالأدب، له شعر جيد، وكانت دولة بني بويه عامة دولة للأدب العربي، فتولى الوزارة لهم ابن العميد والصاحب والمهلبي.
وسار المتنبي من أرجان، فلما كان على أربعة فراسخ من شيراز استقبله عضد الدولة بأبي عمر الصباغ أخي صاحب كتاب حدائق الآداب، ثم دخل البلد فأنزل دارا مفروشة، ولما نفض غبار السفر واستراح ركب إلى عضد الدولة فتوسط الدار وانتهى إلى قرب السرير فقبل الأرض واستولى قائما، وقال: شكرت مطية حملتني إليك، وأملا وقف بي عليك.
وأنشأ أبو الطيب عند عضد الدولة ست قصائد وأرجوزة وقطعة، وأولى هذه القصائد هي:
Page inconnue