Explication du Diwan d'Al-Mutanabbi
شرح ديوان المتنبي
Genres
وحسب المنايا أن يكن أمانيا
وختم مدائحه بقصيدة أنشدها سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وبقي بعد ذلك سنة وشهرين لم ينشده شيئا، وبين فاتحة مدائحه وخاتمتها أربعة أشهر وثلاث سنين مدح فيها المتنبي كافورا بتسع قصائد وقطعتين، فيها كلها سبعون وثلاثمائة بيت، وهو ربع ما مدح به سيف الدولة.
وكانت بغية أبي الطيب من ذهابه إلى أبي المسك، أن يقطعه ضيعة أو إمارة، وكان شديد الأمل في ذلك عظيم الرجاء، ولكن رجاءه خاب، وأمله تبخر وطواه الهواء - وسيبين كل ذلك بعد - وظاهر في مدائح أبي الطيب الأولى لكافور، أنه لم يكن كارها لمدحه، ولا مسوقا إليه عن رهبة أو مثلها، فهو يكشف في أولى قصائده عن حزنه من صديقه الأول الذي غدر به، وهو سيف الدولة، وعن أمله الواسع في صديقه الجديد كافور، وقد رضي الوقوف بين يديه مبالغة في تعظيمه وابتغاء معونته، ولن ننسى أن نقول إن كافورا عندما نزل أبو الطيب في مصر أخلى له دارا، وكفله، وأضافه، وخلع عليه، وفي هذه القصيدة أشار الشاعر إلى سيف الدولة وإلى بني حمدان في مواضع مختلفة، وأطنب في مدح أبي المسك، ثم لمح إلى غايته فلم يشأ أن يخفيها، يقول:
إذا كسب الناس المعالي بالندى
فإنك تعطي في نداك المعاليا
وغير كثير أن يزورك راجل
فيرجع ملكا للعراقين واليا
وفي الشهر التالي قال أبو الطيب قصيدته الثانية يهنئ بها كافورا بدار بناها، وهي التي أولها:
إنما التهنئات للأكفاء
ولمن يدنى من البعداء
Page inconnue