والشدة. ويقال: تعزز اللحم، لأن الكل يرجع إلى أصل واحد. كما ان الذل والذل الذي هو ضده استعمل في الانقياد والسهولة واللين والوطاءة، إذ جميعه يدعو إلى شيءٍ واحد. وفي طريقته:
فجارك عند بيتك لحم ظبيٍ ... وجاري عند بيتي لا يرام
وقول الآخر:
وهم يمنعون جارهم أن يقردا
لنا جبلٌ يحتله من نجيره ... منيعٌ يرد الطرف وهو كليل
ومثله:
لنا هضبةٌ لا يدخل الذل وسطها ... ويأوي إليها المستجير ليعصما
وأراد بذكر الجبل العز والسمو. فيقول: لنا جبل عزٍ يدخله من ندخله في جوارنا، ممتنعٌ على طالبه، يرد لإشرافه وسموقه طرف الناظر إليه وهو حسير. ومنيعٌ: اسم الفاعل من منع مناعةً ومناعًا، ومنه المنعة. ويجوز أن يكون فعيلًا في معنى مفعول، أي ممنوع منه، وكما استعمل المنيع في العز استعمل أيضًا في العفة، فقيل امرأة منيعةٌ وممتنعةٌ أي عفيفةٌ. وحل واحتل بمعنىً. والطرف: النظر والعين جميعًا. وقال الدريدي: طرف العين امتداد لحظها.
رسا أصله تحت الثرى وسما به ... إلى النجم فرعٌ لا ينال طويل
رسا الجبل: ثبت أصله في الأرض. ومنه رست السفن، إذا انتهت إلى قرار البحر. والرسو والرسوخ يتقاربان. والثرى: الندى. وما تحت الأرض ثرىً. ويقال: ثرىً ثريٌ، على المبالغة. يقول: ثبت أصل هذا الجبل - وهو يريد العز على ما بينت - تحت الأرض وارتفع به أعلى طويلٌ لا ينال إلى محل النجم. والمراد: عزنا أصله تحت الأرض السابعة، وفرعه عند النجم. ومعنى لا ينال: لا يوصل إليه ولا يحصل
1 / 85