Sharh Asma Husna
شرح الأسماء الحسنى
للذات معناه نفى وساطة الغير في الغائية بل ترتب العوايد والفوايد ذاتي لا يعلل كقولنا موجود بذاته ولذاته فاتبع الحجج ولا تقتف اللهج تهتد قويم النهج ولهذا قالت الأشاعرة أفعال الله غير معللة بالاغراض ولكن بين قولنا وقولهم بون بعيد لأنا نقول أفعاله تعالى غير معللة بالغرض الزايد على ذاته بل الغرض الحقيقي نفس ذاته وهم قائلون بنفي الغرض والداعي مطلقا ولهذا هو تعالى عند المشائين فاعل بالعناية وعند الاشراقيين فاعل بالرضا وعند الصوفية فاعل بالتجلي وعند المتكلمين فاعل بالقصد يا مقيم الذي بعدله أقام السماوات والأرضين يا عظيم لما كان ظهور عظمة الفاعل بعظمة فعله نقول عظمة الفعل إما حسية واما معنوية إما الحسية فكما تشابد في السماوات إذ قد تقرر في فن الابعاد والاجرام من الهيئة ان أعظم الثوابت المرصودة بمقدار جرمه هاتان واثنان وعشرون مثل مقدار جرم الأرض وأصغرها مقدار جرمه ثلثة وعشرون مثل مقدار جرم الأرض وان مقدار جرم الزحل من السيارات اثنان وثمانون مثل مقدار جرم الأرض ومقدار المشترى مأة وثمانون مثل مقدار الأرض وان مقدار المريخ ثلثة أمثال مقدار الأرض ومقدار جرم الشمس ثلاثمأة وستة وعشرون مثل مقدار جرم الأرض وهكذا فيما لا نطيل بذكرها من السيارات والأفلاك وأحدس مقادير الثابتات الغير المرصودة التي لا يعلم عددها كمقاديرها الا هو واما العظمة المعنوية فكما في القلوب إذ في كل قلب جميع هذه الأمور العظيمة من السماوات والأرضين بحيث لا تصادم ولا تزاحم فيها ولا يؤده حفظها بل كل قلب وما فيه في كل قلب فكلها في كلها والقلب للطافته وصفائه بحيث متى يتوجه إلى شئ يتصور بصورته ويتهئ بهيئته ويتزيئ بزيه فتصوراته جعله البسيطي وتصديقاته جعله التركيبي وكل الصور منشأته كما في الحديث عن مولانا باقر العلوم (ع) كلما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مخلوق لكم مصنوع مثلكم مردود إليكم ولكن في الكليات على نمط اخر أعلى من الجزئيات ففي درك الكلى يحيط القلب بجميع افراده الغير المحصورة التي في السلسلة الطولية والعرضية فالوجود والاشراق الذي ينبسط منه على ما ينشأه ويحيط به ويناله بوجه نظير الاشراق الفعلي الذي انبسط من الواجب تعالى على الموجودات فكما انه بذاته لا جوهر ولا عرض ولا عقل
Page 11