Sharh Asma Husna
شرح الأسماء الحسنى
لعوض لكان مستعيضا معاملا لا كريما ولو كان لغرض لكان مستكملا وليس العوض منحصرا في العين بل يشمل مثل الثناء والمدح والتخليص من المذمة والتخلي عن الرذيلة والتوصل إلى أن يكون على الأحسن قال صاحب الشفا فيه لفظة الجود وما يقوم مقامها موضوعها الأول في اللغات إفادة المفيد لغيره فائدة لا يستعيض منها بدلا وانه إذا استعاض منها بدلا قيل له مبايع أو معاوض وبالجملة معامل ولان الشكر والثناء والصيت وساير الأحوال المستحبة لا يعد عند الجمهور من الأعواض بل إما جواهر واما اعراض يقررونها في موضوعات يظن أن المفيد غيره فايدة ربح منها شكرا هو أيضا جواد وليس مبايعا ولا معاوضا وهو في الحقيقة معاوض لأنه أفاد واستفاد سواء استفاد عوضا ما من جنسه أو من غير جنسه أو شكرا أو ثناء يفرح به أو استفاد ان صار فاضلا محمودا بان فعل ما هو أولي وأحرى الذي لو لم يفعله لم يكن جميل الحال لكن الجمهور لا يعدون هذه المعاني في الأعواض فلا يمنعون عن تسمية من يحسن إلى غيره بشئ من هذه الخيرات المظنونة أو الحقيقة التي يحصل له بذلك جوادا ولو فطنوا لهذا المعنى لم يسموه جوادا إلى اخر ما قال أقول قد ذكرت في حواشي المبدء والمعاد في رد من قال من أهل الكلام ان الغاية في الايجاد ايصال النفع إلى الغير ان ذلك الايصال إما ان يكون له ما يحاذي به أمر في الخارج أو لا فعلى الثاني لا يكون غاية للايجاد وعلى الأول فهو إما واجب فيتعدد الواجب واما ممكن فننقل الكلام إلى غايته فيتسلسل وأيضا هل ذلك الايصال أولي للقادر من عدمه أم لا فإن كان الثاني فكيف يريد أحدهما ويترك الأخر مع تساوى نسبتهما إليه إذ يستحيل الترجيح من غير مرجح وإن كان الأول فالفاعل استفاد بفعله أولوية واستكمل عن ذلك فان قلت كل شئ غير الغاية له غاية بخلاف الغاية فإنها غاية بنفسها قلت والغاية ما يكون منشأ لفاعلية الفاعل فقولك غاية بنفسها بمنزلة قولك منشأ للفاعلية بنفسها فيلزم ان يكون غيره تعالى موجد مستقل فيوجد غيره موجود مستقل إذ الايجاد فرع الوجود فلو كان في وجوده محتاجا إليه تعالى لكان في منشأيته للفاعلية محتاجا إليه تعالى فكان هو تعالى غاية إذ لا معنى للغاية الا منشأ فاعلية الفاعل هف وأيضا إذا كان وصف النافعية له عرضيا كان معللا فإن كان معللا بالذات كان لازما له قديما والموصل إليه حادث ولو كان بالغير لدار أو تسلسل لان حصول الغير مسبوق بالنافعية فالغاية لإيجاد الموجودات هي الذات وقولنا أوجد الموجودات
Page 10