شرح الحموية لابن تيمية - الراجحي

Abdul Aziz bin Abdullah Al Rajhi d. Unknown
118

شرح الحموية لابن تيمية - الراجحي

شرح الحموية لابن تيمية - الراجحي

Genres

أقسام الألفاظ باعتبار غيرها قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وكذلك قوله: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا﴾ [الإنسان:٦] و﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا﴾ [الإسراء:١]، فإن العبد تارة يعني به المعبد فيعم الخلق، كما في قوله: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾ [مريم:٩٣]]. العبد يراد به العبودية العامة والعبودية الخاصة، فالعبودية العامة هي أن كل الناس عبيد لله ومعبدون مربوبون مقهورون مذللون، تنفذ فيهم قدرة الله، مؤمنهم وكافرهم، أما العبودية الخاصة فهي خاصة بالمؤمن الذي يعبد الله باختياره. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وتارة يعنى به العابد فيخص، ثم يختلفون: فمن كان أعبد علمًا وحالًا كانت عبوديته أكمل، فكانت الإضافة في حقه أكمل مع أنها حقيقة في جميع المواضع، ومثل هذه الألفاظ يسميها بعض الناس مشكِكة لتشكيك المستمع فيها]. الألفاظ المشكِكة: هي أن تكون الألفاظ متفقة المعنى، لكن المعنى متفاضل، مثل اتفاق زيد وعمرو في أن كلًا منهما إنسان، لكن زيد يزيد عن عمرو في بعض الخواص الإنسانية. فإن كان المعنى متفق في الشيئين يقال له: مترادف، وإن كانا متفاضلين يقال: مشكِك، وإن كان المعنى مختلف عن الآخر يقال: مشترك. فالمشترك: هو أن يتفقا في اللفظ ويختلفا في المعنى، مثل العين، فإنها تطلق على العين الباصرة، وتطلق على عين الذهب، وتطلق على الجاسوس، وكلها بلفظ واحد والمعنى مختلف. ومثال المترادف: قام ووقف، فاللفظان مختلفان والمعنى واحد. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ومثل هذه الألفاظ يسميها بعض الناس مشككة لتشكيك المستمع فيها، هل هي من قبل الأسماء المتواطئة، أو من قبيل المشتركة في اللفظ فقط؟]. يعني: يشكك السامع، هل هي من قبيل الألفاظ المتواطئة المتفقة في المعنى، أو من قبيل المتفقة في اللفظ دون المعنى؟ قال المؤلف رحمه الله تعالى: [والمحققون يعلمون أنها ليست خارجة عن جنس المتواطئة]. وهي متفقة في المعنى مثل الربوبية، قال تعالى: ﴿عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا﴾ [الإنسان:٦]، فالعبودية يتفق فيها المؤمنون ولكنهم يتفاوتون فيها. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [والمحققون يعلمون أنها ليست خارجة عن جنس المتواطئة، إذ واضع اللغة إنما وضع اللفظ بإزاء القدر المشترك، وإن كانت نوعًا مختصًا من المتواطئة فلا بأس بتخصيصها بلفظ، ومن علم أن المعية تضاف إلى كل نوع من أنواع المخلوقات كإضافة الربوبية مثلًا، وأن الاستواء على الشيء ليس إلا للعرش، وأن الله يوصف بالعلو والفوقية الحقيقية، ولا يوصف بالسفول ولا بالتحتية قط، لا حقيقة ولا مجازًا علم أن القرآن على ما هو عليه من غير تحريف].

12 / 5