Soleil des Sciences et Remède aux Maux des Paroles des Arabes

Nashwan Himyari d. 573 AH
74

Soleil des Sciences et Remède aux Maux des Paroles des Arabes

شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

Chercheur

د حسين بن عبد الله العمري - مطهر بن علي الإرياني - د يوسف محمد عبد الله

Maison d'édition

دار الفكر المعاصر (بيروت - لبنان)

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Lieu d'édition

دار الفكر (دمشق - سورية)

شيءٌ شاذٌّ أو يُخَافَ لَبْسٌ. فقَلْبُهما نحو: باع، وقال، أصلُهما: قَوَلَ، وبَيَعَ، فقُلِبَتَا ألفًا لاعتلالِهما وانفِتاح ما قَبْلَهما؛ وكذلك: خافَ وهابَ، الأصل: خَوِفَ، وهَيِبَ. وكذلِكَ قُلبتِ الواوُ والياء ألفًا في قولك: باب، وناب، أصلُهما: بَوَبٌ ونَيَبٌ، فقُلِبَتَا أَلِفَيَّن. فأما غَزَوَا، ورَمَيَا فأقَرُّوه على أصْلِه خوف الالتِباس بالواحد، لأنّهما لو قُلِبتا ألِفًا لأشْبَه فعْلُ الواحِدِ في غَزَا ورَمَى. فأمَّا قولهم: اعْتَوَنُوا، فهوَ في مَعْنى: تَعَاوَنُوا، فالألِفُ قبلَه ساكِنَة. أما: حَوِلَ، وعَوِرَ، فصحَّ لأنه بمعْنى: احْوَلَّ، واعْوَرَّ. وكذلكَ: صَيِدَ البَعِيرُ لأنَّه بمعنى: اصْيَدَّ. قالَ مُحمَّد بن يزيد «١» المُبَرِّدٌ: «إِنّما ظَهرت الواوُ واليَاء في هذا البابِ، لأنَّ أصلَ البِناءِ في هذا النّوع: «افْعَلَّ يَفْعَلُّ» نحو اقْوَرَّ يَقْوَرُّ، واعْوَرَّ يَعْوَرُّ، وابْيَضَّ يَبْيَضُّ». وكذلك أبدِلَتِ الألفُ من الواو والياء في: غَصا، ورَحىً، والأصل: عَصَوٌ وَرَحَيٌ. وإِذ سكَّنتَ الهمزة وانْفتحَ ما قَبْلهَا جاز أن تُخفَّفَ وتُقلَبَ ألفًا في مثل: رَأْس، فَأْس، فتقولُ: فاس، وراس، بغير همز؛ وفي مثل: اقْرَأْ: اقرا، بغير همز. وكذلك: آدم أصله: أَأْدم بهمزتين، فأبدلوا الثانية منهُما ألِفًا.

(١) هو: محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي الأزدي، أبو العباس المعروف بالمبرد، إِمام العربية في زمانه ببغداد، وأحد أئمة الأدب والأخبار (ولد عام ٢١٠ هـ٨٢٦ م وتوفي عام ٢٨٦ هـ٨٩٩ م) ومن أشهر مؤلفاته (الكامل) و(المقتضب)؛ وما حكاه عنه هو معنى ما قاله في المقتضب: (١/ ٩٩ - ١٠٠) والكامل (١٠٨٩ - ١٠٩٠)، وهو معنى قول غيره أيضًا، انظر الكتاب: (٢/ ٣٦١)، والمنصف: (١/ ٢٥٩).

1 / 56