Shajarat Durr
شجرة الدر: قصة تاريخية
Genres
كبير الأمناء
العدو على الأبواب قد ملك ناصية الطريق، ورابطت سفنه في النيل، وتوشك خيله أن تطأ أرض الوادي فتحوزه من أطرافه.
والملك مسجى في فراشه قد أغمض عينيه الإغماضة الأخيرة فلن يفتحهما أبدا، ولم يول عهده أحدا يحمل راية الجهاد من بعده.
وولده الوحيد بعيد في حصن كيفا على حدود المشرق، وليس له من الحزم وحسن التدبير ما يؤهله لولاية العرش في هذا الوقت العصيب.
وأمراء بني أيوب في الشام يتواثبون تواثب الضفدع: يخيل إلى من يراه أنه نشاط وجهاد، وما هو من ذلك في شيء، وكلهم يطمع في العرش، وما فيهم أهلية لحمل تبعات العرش.
وهؤلاء أمراء المماليك لا يزال في دمهم من طباع الأرقاء، قد بلغوا مرتبة الإمارة، فإن كلا منهم لا يزال ينظر إلى زميله نظره إلى الرقيق المجلوب ولا ينظر إلى نفسه.
فأين يبلغ شأن هؤلاء وأولئك جميعا إذا عرفوا أن العرش قد خلا من سيده، وأن رب التاج قد مات؟ وماذا يفعل العدو ولم يزل في نشوة انتصاره الأولى؟
وأسبلت شجرة الدر أجفان الملك الشهيد، وشدت لثامه ومدت على وجهه الغطاء، ثم أغلقت من دونه الباب وأوت إلى خلوتها تفكر ...
امرأة في رونق الصبا قد فقدت رجلها ...
ملكة ذات سلطان توشك أن تنزل عن العرش ...
Page inconnue