Shajarat Durr
شجرة الدر: قصة تاريخية
Genres
وجاس العدو خلال الديار يهتك ويفتك ويسفك، ومضى الجيش المصري على وجهه موليا أدباره لا يقف في سبيله شيء، ووراءه الآلاف من أهل المدينة رجالا ونساء وأطفالا يتخطفهم الموت على الطريق، وقد امتلأت الأرض بجثث القتلى وأجساد الجرحى، تطؤها أقدام الفارين وتحطمها سنابك الخيل، واستولى الفرنجة على دمياط بلا كبير عناء، لم يحمها بنو كنانة ولا جيش فخر الدين!
وبلغ الفارون المنصورة وشاعت أنباء الهزيمة القاصمة وتناقلتها الطير إلى مختلف البلاد.
وارتاع الملك ولكنه لم يفقد ثباته، فأمر بأمراء الجند فعلقوا على الأعواد، وشنق خمسين أميرا من بني كنانة، وأمر أن يحمل إليه رأس الأمير فخر الدين.
قالت شجرة الدر: وماذا كان يملك فخر الدين أن يفعل يا مولاي وقد انخزل بنو كنانة وانفض عنه عسكره؟
قال الملك: كان يملك أن يثبت على فرسه وحيدا حتى يدركه الموت!
قالت: ذلك حق يا مولاي، ولكن من تراه يقوم مقام فخر الدين من أمرائك إن هلك، أفلا يشفع له بلاؤه في خدمة الدولة منذ كان، وما خاضه من المعارك الدامية؟
قال الملك: فقد وهبت لك دمه يا شجرة الدر!
قالت: عمرك الله يا مولاي حتى تقتضيه ثمن هذه المنة.
ولكن الملك الصالح لم يعمر طويلا حتى يشهد بلاء فخر الدين في دفاع العدو، فمات في ليلة النصف من شعبان سنة 647.
الفصل الخامس عشر
Page inconnue