329

الحبر البحر النحرير ذو العلم الفائض الغزير، جمع كمال الأعراق الى جمال الأخلاق، وشرف الأرومة والجذم «2» الى شرف المزية والعلم واحيا «3» رسوم الآباء فى تأليف الكتب فجدد آثارهم واعلى منارهم وصنف كتاب الزلال من «4» نظم ائمة الفال ولعمرى انه العذب الزلال والرحيق السلسال بل الصفيق «5» الجريال «6» قد هب عليها الشمال مشتملا على نظم كسلك اللآل ونثر كالسجر الحلال فأشعاره «7» اصفى من ماء الغمام اذا شيب به الشهد واسجاعه اذكى من نفحات النسيم فاح على الخزامى والند «1» فلله دره فما اجمل ترتيبه، وما اكمل تركيبه، تشهد البلاغة والفصاحة انه مالك اعنتهما، ويقر النظم والنثر انه راقم وشيهما «2» ومعلم ارديتهما، كأن لسان الفضل نطق بلسانه، او هزة المجد املت على بنانه، او سراج الهداية اشعل من ضميره (ورق 173 ب) او قطب الدراية دار «3» مع تدبيره، فما من كلمة الا وسورة الشرف متلوة فيها، وما من فقرة الا وصورة الطرف «4» مجلوة فى مبانيها، قد اصاب شوا كل المراد وطبق مفصل السداد، واخذ بضبع «5» الكلام كيف شاء واراد، جعل الكتاب ذخيرة لأرباب الأدب، وذريعة لهم الى التسلق بأعالى الرتب، وعمدة للطلاب فى محاضراتهم ومحاوراتهم، وعدة لأولى الألباب فى مراسلاتهم ومكاتباتهم، يصدق لمستطلعيه فأل الأقبال، ويحقق لمستنبطيه مواعد الآمال، لمثل هذا فليدخر الأسلاف للأخلاف، والأوائل للأواخر والسباق لساقة الرفاق «6»، ومن قصيدته الفريدة التى سماها مفتاح الآمال تفاؤلا بالنجح فى المآل:

وذو فطنة ليست تخالج صدره ... لدى اللبس اقوال الظنون الكواذب

اخو ازمات لا يقلقل جأشه ... صروف الليالي والهموم العوازب «1»

له عزمات قاطعات كأنها ... صدور رماح اشرعت او قواضب

وانوار رأي في الخطوب كأنها ... شموس انارت او نجوم ثواقب

ثم قال:

مدحتك بالقول النقي اذا غدا ... زلالا وما فيه قذى وشوائب

وحسبى فخرا اننى قد جلوته ... عروسا وانت اليوم مولاى خاطب

قوفر على مقدار كفيك «2» مهرها ... فجاءتك بكرا وهى حسناء كاعب

(ورق 174) توفي فى محرم سنة ثمان واربعين وسبعمائة ودفن فى حظيرته رحمة الله عليهم.

301 - مولانا عماد الدين عبد الكريم بن عبد اللطيف بن مذكور بن حامد بن اسحق الفالى «3»

Page 438