ما لي أكتم حبا قد برى جسدي
وتدعي حب سيف الدولة الأمم؟
صاح به أبو الفرج السامري: ويلك يا دعي كندة. لقد هجوت الأمير؛ لأنك تزعم أن الناس جميعا لا يحبونه إلا ادعاء، وأنك وحدك الذي يحبه حبا صادقا، وهل هذا إلا هجو صراح؟ فانصرف عنه أبو الطيب غير مكترث، واستمر في الإنشاد، فلما قال:
يا أعدل الناس إلا في معاملتي
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
قال أبو فراس: قد مسخت قول دعبل:
ولست أرجو انتصافا منك ما ذرفت
عيني دموعا، وأنت الخصم والحكم
فقال المتنبي وهو ينظر إلى الأمير ويشير إلى أبي فراس:
أعيذها نظرات منك صادقة
Page inconnue