Poète Andalou et un Prix Mondial
شاعر أندلسي وجائزة عالمية
Genres
وعلى هذا النحو أيضا يتغير أدب الأمة المهاجرة من أثر اختلاف المكان، فيبقى على أصوله التي ترتبط بأصول الأمة ولا تحب هذه الأمة أن تغيره، بل لا تستطيع له تغييرا بمحض مشيئتها، وإنما يطرأ التغيير على كل ما له علاقة بأحوال المعيشة في ديار الهجرة، فلا يختلف الإسباني في العالم العصري من سائر أبناء الأمم المعاصرين له إلا لسبب واحد، وهو اختلاف ماضيهم مع اتفاق الحاضر بينهم على جملته، ولولا أن الماضي شيء لا يزول لما اختلفت آداب الأمم في عصر واحد. •••
إن أدباء اللغة الإسبانية في ديار الهجرة بالعالم الجديد قد أعلنوا في برامجهم منذ أوائل القرن التاسع عشر أنهم يريدون الانفصال في الحكم وفي التوجيه الفكري، ولكنهم لا يريدون الانفصال عن التاريخ ولا عن ميراث الأسلاف، وجمعوا شعارهم في كلمتين هما: الاستقلال والتراث، فذهبوا يحققون استقلالهم الفكري بالاتجاه إلى كل وجهة مع تيارات الثقافة في أرجاء العالمين القديم والجديد، وصدر البيان الأول لشاعر (فنزويلا) الأشهر من لندن في سنة 1823 باللغة الإسبانية (Alacvcion a la Poesia) ، ولكن هذا الشاعر قضى حياته مقبلا على دراسته الخاصة في نحو اللغة الإسبانية على أصوله العريقة، بعد إعلانه في ذلك البيان أنه نداء الاستقلال للشعراء، إلى جانب استقلال الرعية عن رعاتها الأولين في مدريد، ونظر الأدباء في أمريكا الجنوبية إلى أكثر من قبلة واحدة في مبدعات النظم والنثر، فكان منهم من يعتبر الأمريكيين في الشمال زملاء لهم في حركة الاستقلال لأنهم سبقوهم إلى المطالبة بالانفصال من حكم القارة الأوروبية، كما سبقوهم إلى المطالبة بحرية التوجيه والابتكار، وكان منهم آخرون يميلون بقبلتهم إلى باريس لأنها ثائرة مثلهم على الإمبراطورية داعية مثلهم إلى الجمهورية مشتركة معهم في السليقة اللاتينية، بل اشتركت الأمة الإسبانية في موطنها الأصيل مع أبنائها المهاجرين إلى الغرب في موقف واحد إزاء السلطة الحاكمة، فنظرت إلى المجددين الأمريكيين نظرتها إلى شركاء في الثورة أتيحت لهم الفرصة التي تتمنى هي أن تتاح لها، ولم تنظر إليهم نظرتها إلى الخارجين عليها والمنشقين عنها، ومما يعين القارئ على جلاء هذا الموقف المتراوح بين الانفصال والاتصال أن شعوب أمريكا الجنوبية لم تحجم عن إيفاد الوفود منها إلى مدريد للاشتراك في ذكرى كولمبس، واختار بعضها مندوبين عنها يجمعون بين تمثيل الدولة وتمثيل الثقافة القومية، فكان روبين داريو
Ruben Dario
أشهر شعراء نيكارجوا وبيرو وشلي وجواتيمالا مندوب وطنه نيكارجوا في احتفال الذكرى، ووصل إلى العاصمة سنة 1892، ثم عاد إليها بعد ست سنوات، فإذا هو قد أصبح أمام مدرسة من أكبر مدارسها ينتمي إليها أنامونو ومشادو
Machado
وخيمنيز الذي تكتب عنه هذه الرسالة. •••
ولم تمض بعد استقلال الإسبان الأمريكيين فترة طويلة أو قصيرة خلت من معارك المنافسة بين الموطن الأصيل وموطن الهجرة في نطاق الجامعة الواحدة، وأشهرها تلك المعركة التي دارت حول «الجغرافية الفكرية» التي يحددون بها خط منتصف النهار عند مدريد وبرشلونة، أو عند البحر الكريبي وما يليه إلى المغرب، يقول كاباريللو
Cabarello
في الغازيتة الأدبية
Gaceta Literaria
Page inconnue