Poète Andalou et un Prix Mondial
شاعر أندلسي وجائزة عالمية
Genres
ثم غلبت روح المزح والسخرية في سياق النقد الاجتماعي على مسرحيات الجيل الناشئ قبيل الحرب العالمية الأولى من أمثال: إريات
Iriat ، وڤاليجو
Vallejo ، وفريل
Fraile ، والديكوا
Aldecoa ، وفرلزيو
Ferlosio ، وغيرهم من كتاب الفكاهة والنقد الاجتماعي اللاذع على أسلوب الصحيفة الأسبوعية المسماة بالحجلة
La Codorniz ، التي تقارب في طريقتها بعض صحفنا الناقدة بأسلوب المويلحي في فصول عيسى بن هشام ومساجلات الكشكول.
ولقد كانت المسرحيات الناقدة والمازحة جميعا إسبانية في الصميم حين تحولت بالدراما من البطولة والقداسة إلى العبث والسخرية؛ فقد أصاب من قال: إن الجليل والمضحك لا يفرق بينهما غير لفتة صغيرة، كأنها عثرة البطل الذي يروع الناظرين، ثم تطرحه أمامهم مطرح الضحك عثرة صغيرة تمرغه بالتراب.
ولم يكن كتاب الجيل الناشئ بعد مطلع القرن العشرين أول من نقل البطولة هذه النقلة، أو عثر بها هذه العثرة، فعرضها للسخرية واللهو بعد الإعجاب والمهابة؛ إذ كان سرفانتيز إسباني الإسبانيين حين شيع عهد البطولة والفروسية بتلك المرثاة الضاحكة، التي خلد بها فارسه المسكين دون كيشوت وخادمه الأمين سانكوبانزا، ولم يفعل نقاد الأجيال الأخيرة من أدباء الأمة الإسبانية غير ما فعله رائدهم الكبير في إحساسه بالفروسية بعد عثرتها، وفي تحوله بالإعجاب إلى الرحمة والرثاء من خلل الضحك والدعابة، ولم يغادر كتاب المسرح منذ أوائل القرن التاسع عشر حومة البطولة والفروسية، حين أقاموا قواعد النقد الاجتماعي على السخرية من أدعياء الوجاهة والرياسة؛ لأنهم أبطال مدعون وفرسان مزيفون؛ فإن الذي يسخر من الفارس المزيف يعجب بالفارس الصادق والبطل الصحيح. •••
على هذا النحو يتغير أدب الأمة المتوطنة من أثر اختلاف الزمن، يتغير التعبير ولا يتغير فحواه أو معناه الذي يراد التعبير عنه، وقد يكون هذا التغيير شبيها بالتشكل الذي يمر به الكائن الحي من طور إلى طور، وهو هو الكائن الحي بذاته وفصيلته في جميع أطواره، وكأنه مادة في داخل القالب تتغير، ولا يتغير القالب المحيط بها ولا قوام المادة التي يحتويها.
Page inconnue