شعراءهم خصصوا مساحات كبيرة في قصائدهم لامتداح الخمرة ووصفها وكانت الحانات مفتوحة في وجه الناس طيلة الوقت تستقبل الزبائن ، وقد نصبت عليها رايات.
فها هو شاعرهم يقول :
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة
تروي عظامي بعد موتى عروقها
لقد بلغت معاقرة الخمر من الرواج في الحياة العربية الجاهلية بحيث اصبحت لفظة « التجارة » تعادل في عرفهم بيع الخمور ، والاتجاربها.
ولقد كانت الأخلاق تفسر عند العرب الجاهلية بنحو آخر عجيب ، فانهم مثلا كانوا يمدحون الشجاعة والمروءة والغيرة ، ولكنهم كانوا يقصدون من « الشجاعة » القدرة على الإغارة وسفك الدماء ، وكثرة عدد القتلى في الحروب!!
كما أن الغيرة كانت تعني عندهم وأد البنات حتى أن هذا العمل الوحشي كان يعد عندهم من أعلى مظاهر الغيرة ، وكانوا يرون الوفاء والوحدة في نصرة الحليف حقا أو باطلا ، وهكذا فان اكثر القصص التي نقلت عن شجاعتهم وشغفهم بالحرية كانت الشجاعة والشغف بالحرية فيها تتلخص وتتجسد في الاغارة والانتقام.
انهم كانوا يعشقون في حياتهم المرأة والخمرة والحرب ليس غير.
النزوع إلى الخرافة والاساطير في المجتمع الجاهلي :
ولقد بين القرآن الكريم اهداف البعثة المحمدية المقدسة بعبارات موجزة ، ومما يلفت النظر اكثر من أي شيء ما ذكره تعالى في الكتاب العزيز حول أهم هذه الاهداف والغايات العليا إذ قال : « ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم » (2).
Page 67