219

الحبشة إلى الحجاز ، فوقع نظرهم على محمد صلى الله عليه وآله وسلم في « بني سعد » ، ووجدوا فيه جميع العلائم المذكورة في الكتب السماوية للنبي الذي سيأتي بعد عيسى المسيح عليه السلام ، ولهذا عزموا على أخذه غيلة إلى بلادهم لما عرفوا ان له شأنا عظيما ، لينالوا شرف احتضانه ويذهبوا بفخره (1).

ولا مجال لاستبعاد هذه القضية لأن علائم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكرت في الانجيل حسب تصريح القرآن الكريم ، فلا يبعد أن علماء النصارى قد تعرفوا في ذلك الوقت على النبي من العلائم التي قرأوها ودرسوها في كتبهم.

يقول القرآن الكريم في هذا المجال : « وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين » (2).

ثم ان في هذا الصعيد آيات اخر صرحت بجلاء بأن علائم رسول الإسلام في الكتب السماوية الماضية في وضوح ، ومن غير إبهام ، وأن الامم السابقة كانت على علم بهذا الأمر (3).

Page 224