La voix des profondeurs : Lectures et études en philosophie et psychologie

Cadil Mustafa d. 1450 AH
181

La voix des profondeurs : Lectures et études en philosophie et psychologie

صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس

Genres

يقبع خارج الزمن وخارج التاريخ، بل العقل شيء «حادث» أو «طارئ» أو «عارض»

contingent

محليا أو تاريخيا؛ شيء يحركه محتواه ويحدده مجاله ولا يمكن فصله عن العوالم التي يلعب دورا تكوينيا فيها، وهي عوالم متغيرة تاريخيا ومنوعة ثقافيا. ينبثق العقل من النشاط المشترك للناس الذين يشاركون في تشييده معا. إنه شيء «مشترك» وشيء «موزع» بمعنى ما، والأفراد فاعلون نشطون في عملية نموهم الخاص (وإن كانوا يعملون في ظروف ليست من اختيارهم دائما).

تفيد الدعوى الأساسية للمدرسة التاريخية الثقافية أن بنية العمليات النفسية البشرية ونموها ينبثقان من خلال النشاط العملي النامي تاريخيا والذي «تتوسطه» الثقافة . فالعمليات النفسية البشرية ظهرت في نفس الوقت الذي ظهر فيه شكل جديد من السلوك قام فيه البشر بتعديل الأشياء المادية كوسيلة لتنظيم تفاعلهم مع العالم ومع بعضهم البعض. يطلق على هذه الوسائل التي تمثل بصمة الإنسان على الطبيعة اسم «المنتجات»

artifacts . تتراوح المنتجات بين أدوات مادية، ووصفات وأعراف ودساتير، وعوالم رمزية خيالية يمكنها أن تشكل الطريقة التي نرى بها العالم الفعلي، ويمكنها أن تؤدي إلى تغيير الممارسة القائمة، يختلف الإنسان عن الحيوان في أن بمقدوره أن يصنع منتجات ويستخدمها، فلا تلبث المنتجات أن تفعل فعلها فيه هو وتحدث فيه تغييرا وتطويرا. إنها «تتوسط» فكره.

وبالإضافة إلى استخدام وصنع المنتجات يعمل البشر على أن يقوم كل جيل لاحق بإعادة اكتشاف المنتجات التي قام بصنعها كل جيل سابق، «إننا نعيش من المهد إلى اللحد في عالم من الأشخاص والأشياء يعود الشكل الذي هو عليه إلى ما قامت بصنعه الأجيال السابقة ونقلته إلينا. في حال تجاهل هذه الحقيقة يتم النظر إلى الخبرة كما لو كانت شيئا يجري داخل جسم فرد ما وعقله على وجه الحصر. وغني عن القول أن الخبرة لا تحدث في فراغ، فهناك مصادر خارج الفرد تحدث هذه الخبرة.»

99

يمكن فهم الثقافة من هذا المنظور على أنها المجموع الكلي للمنتجات التي قامت الجماعة بإنتاجها عبر تجربتها التاريخية. عندئذ يمكن النظر إجمالا إلى المنتجات المتراكمة لجماعة ما - أي الثقافة - على أنها الوسط الذي يتم فيه نمو البشر، والخاص بالنوع البشري فقط. إنه التاريخ في الحاضر. هذه القدرة على النمو داخل هذا الوسط والعمل على إعادة إنتاجه في الأجيال اللاحقة هي الخاصية المميزة للنوع البشري.

تؤكد المدرسة التاريخية الثقافية أيضا على أن تحليل الوظائف النفسية البشرية يجب أن ينطلق من أعمال البشر اليومية. ويذهب ماركس إلى أن هذا المنهج هو الوحيد الذي يمكننا به تجاوز ثنائية المادية مقابل المثالية؛ حيث إن الناس لا تخبر التركة الفكرية/المادية لعمل الأجيال السابقة إلا في العمل.

يترتب على المبادئ السابق ذكرها للمدرسة التاريخية الثقافية أن التراكم التاريخي للمنتجات وتشبع النشاط بها يشير إلى الأصل الاجتماعي لعمليات التفكير البشري. إن كل وسائل السلوك الثقافي (أي «المنتجات الثقافية») هي أشياء اجتماعية في جوهرها، وهي اجتماعية أيضا في نشأتها وتغيرها، كما يعبر القانون الذي أطلق عليه فيجوتسكي اسم «القانون العام للنمو الثقافي».

Page inconnue