La voix des profondeurs : Lectures et études en philosophie et psychologie
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Genres
ويعتبر الفيلسوف الأمريكي جيري فودور من أهم القائلين بفرضية أن العمليات الذهنية تجري بلغة مختلفة عن لغتنا القومية العادية على أنها تتبطنها وتفسر قدرتنا عليها. وتعد هذه الفكرة تطويرا لفكرة تشومسكي عن النحو العمومي (العالمي) الفطري. وهي تقوم على عقد نوع من المماثلة (الأنالوجي) بين تشغيلات المخ وتشغيلات الحاسوب، من حيث إن برامج الحاسوب هي مجموعة من التعليمات المعقدة لغويا والتي نرى أن تنفيذها يفسر السلوك الظاهر للحاسوب.
هكذا يمكن، فيما يبدو ، أن يمتلك المرء تصورات بدون لغة، وأن يمتلك لغة بدون أن يتأثر بالتصورات؛ الأمر الذي يجعل حتى الصيغة المعتدلة من فرضية ورف تبدو هزيلة لا وزن لها. غير أن فرضية جيري فودور عن لغة الفكر، من حيث هي تفسير للقدرة اللغوية ولتعلم اللغة العادية، لم تحظ بالقبول العام. ويبدو أنها لا تفسر إلا القوى التمثيلية العادية للذهن؛ إذ تهيب بأشياء فطرية من نفس الصنف. (2-8) دراسات مؤيدة لفرضية ورف
دراسة لوسي وشويدر عن تذكر الألوان
في عام 1979م قام لوسي وشويدر باختبار عن تذكر الألوان جاءت نتائجه مؤيدة لفرضية النسبية اللغوية. فإذا امتلكت لغة ما ألفاظا للتمييز بين الألوان فمن المقدر أن يؤثر ذلك في التمييز والإدراك الفعلي لهذه الألوان. وقد وجد لوسي وشويدر أن ذاكرة تمييز الألوان تعمل بوساطة الألفاظ الخاصة بالألوان الأساسية على وجه الحصر؛ أي تتأثر بعامل لغوي محض. غير أن هذا أمر متوقع وغير مثير للدهشة؛ لأن الذاكرة في هذه الحالات تستخدم المخزون اللغوي. ومن الطبيعي أن تتأثر بمدى إمكانية تسجيل الألفاظ اللغوية المتاحة وحفظها في الذاكرة. وإنما تحتاج فرضية ورف في إثباتها حقا إلى ضرب من الإدراك لا يستخدم اللغة استخداما مباشرا غير أنه يتشكل بها في نشوئه.
36
دراسة ويزمان ودازين عن التوجه المكاني
في عام 1998م قام ويزمان ودازين باختبار للغة جزيرة بالي الإندونيسية، فاكتشفا فروقا بين أهل الجزيرة وبين الغربيين في التوجه المكاني. وجد ويزمان ودازين أن استخدام نسق مرجعي مطلق قائم على نقاط جغرافية في الجزيرة يرتبط بالدلالة الثقافية الكبرى التي يعزوها الأهالي لهذه النقاط الجغرافية. وقد قام الباحثان بدراسة تأثير اللغة على تفكير أهالي الجزيرة وانتهيا إلى نتائج تؤيد صيغة معتدلة من فرضية ورف.
37
دراسة بيتيرسون وسيجول عن إدراك الأمور العقلية
تتمتع هذه الدراسة بأهمية خاصة؛ إذ تعد عند الكثيرين دليلا مدهشا على صدق فرضية ورف. في «تجربة طبيعية» تتعلق بالأطفال الصم لآباء يسمعون، قام بيتيرسون وسيجول عام 1995م بمقارنة هؤلاء بالأطفال الصم لآباء صم مثلهم. وجد الباحثان فرقا بين الطرفين من حيث بناء الواقع ، وبخاصة في مجال الأمور غير العيانية مثل المشاعر و«التمثل الوجداني»
Page inconnue