Le sionisme mondial
الصهيونية العالمية
Genres
ولهذا تنوء بأعباء التجنيد العام، وتفرض الجندية، سواء على الرجال والنساء من سن مبكرة، تبتدئ في فرق الشباب في الرابعة عشرة، ونظامها الزراعي نفسه قائم على هذه الضرورة الحربية، لأن الخلايا الزراعية الموزعة على الحدود أو بجوارها لا بد أن تقوم في الوقت نفسه بأعمال الاستطلاع وأعمال الطلائع كأنها في الميدان.
وفي حديث جرى بين مندوب نيوزويك
Newsweek
الأمريكية في شهر مايو سنة 1954 صرح وزراء إسرائيل بالخسائر التي توقعها بهم مقاطعة العرب، وقالوا: إنهم يضطرون إلى جلب البترول من فنزويلا في أمريكا، وإن خسارة البترول وحدها تكلفهم أربعين مليون ريال، وهو مقدار يساوي الإعانة التي حصلوا عليها هذه السنة من الولايات المتحدة ... ومضت الصحيفة، فقالت: «إن مقاطعة العرب قد تعرض إسرائيل لنكبة جديدة غير نكباتها الماضية، فربما تدفق على أرضها نحو خمسمائة ألف من يهود مراكش والجزائر وتونس الذين يحسون بوطأة المقاطعة العربية في تلك البلاد.»
فالحقيقة التي تواجه الصهيونية في مقاطعة العرب أشد عليهم وأوضح أمامهم وأمام غيرهم من أن يكتموها وأن يغالطوا أنفسهم فيها.
ولكن العلة الأصلية في إسرائيل أنها مخلوق متناقض، يعتمد في بقائه على النقيضين، فهو يعادي العرب، ويقتحم عليهم ديارهم، ويستغل مواردهم ... ثم يطمع منهم في المعونة التي يقدمونها بأيديهم لتمكينهم من الاقتحام والاستغلال.
وقد تبلغ القحة والصفاقة بهم وبأنصارهم أن يصرحوا بالأمرين في وقت واحد، فمن أعجب ما قرأناه، بل من أعجب ما يروى على طول الزمن، أن يقول قائل منهم: «إن إسرائيل حربة طاعنة في جنب العالم الإسلامي.» ثم يعود فيقول: «إن الأمل معقود بأن تعيش إسرائيل بين العرب معيشة الجيران والعشراء.»
قبل عامين أوفدت «السنداي تيمس» مندوبا يسمى تريفور روبر
T.Roper
ليدرس أحوال إسرائيل، ويكتب لها عن موقفها ومصيرها كما يشير إليه ذلك الموقف، فقال في عدد الرابع من شهر أبريل: «إن إسرائيل واغلة في قلب العالم الإسلامي وإنها تلوح لهذا العالم الإسلامي كرأس الحربة الممتدة من حضارة أجنبية مهددة، وقد تكون فاتحة متوسعة»، ثم يقول: «إن الفاتحين السابقين قد فرضوا على العرب طبقة حاكمة موقوتة، أما اليهود فإنهم بهجرتهم جماعات جماعات قد أصبحوا مجتمعا كاملا، لا يبقى إلى جانبه موضعا لسكان آخرين.»
Page inconnue