قال الربان: «نفعل ما تمليه علينا كل حالة.»
سئل، إذا كان قد حدث هذا له بالفعل، فهل كان يجري حفظ الميت أو يتم دفنه في البحر؟ «شاب صغير ذات مرة، أحد أفراد الطاقم، مات جراء التهاب حاد في الزائدة الدودية. لم نكن نعرف له أهلا؛ لذا دفناه في البحر.»
قالت ليزلي، التي كانت تضحك بصوت عال على أي شيء: «هذا تعبير مضحك، عندما تفكر فيه، دفناه في البحر.»
قال الربان: «في مرة أخرى ... في مرة أخرى، كان الميت سيدة.»
ثم حكى لجينين وآفريل، وعدد من الركاب الآخرين ممن كانوا يقفون على مقربة منه، قصة. (لم تسمع ليزلي القصة؛ حيث قد أخذها زوجها بعيدا.)
قال الربان: في إحدى المرات على متن هذه السفينة، كان ثمة أختان تسافران معا. كان ذلك في خط سير مختلف، قبل سنوات قليلة، إلى جنوب المحيط الأطلنطي. كان يبدو أن هناك فرقا بين الأختين في العمر يبلغ عشرين عاما، لكن كان ذلك يرجع فقط إلى أن إحداهما كانت مريضة جدا. ربما لم تكن أكبر سنا كثيرا، ربما لم تكن الأكبر على الإطلاق. ربما كانت كلتاهما في الثلاثينيات من العمر. لم تكن أي منهما متزوجة. كانت الأخت التي لم تكن مريضة جميلة جدا.
قال الربان: «أجمل امرأة رأيتها على الإطلاق.» متحدثا في نبرة جادة، كما لو كان يصف منظرا أو مبنى.
كانت جميلة جدا، لكن لم تكن تعر أحدا أي انتباه، إلا أختها التي كانت ترقد في الكابينة مصابة فيما يبدو بمرض في القلب. كانت الأخت الأخرى معتادة على الخروج ليلا والجلوس على المقعد خارج نافذة كابينتهما. ربما كانت تسير إلى حاجز السفينة وتعود، لكنها لم تكن تبعد كثيرا عن النافذة. ظن الربان أنها كانت في مرمى السمع، حال كانت أختها في حاجة إليها. (لم يكن هناك طبيب على متن السفينة في ذلك الوقت.) كان يستطيع رؤيتها هناك عندما كان يخرج في مشيته الليلية المتأخرة، لكنه كان يتظاهر بأنه لا يراها؛ نظرا لأنه ظن أنها لم تكن ترغب في أن يراها أحد، أو أن تلقي التحية على أحد.
لكن في إحدى الليالي، عندما كان يسير مارا بها، سمعها تناديه. كانت تنادي في صوت خافت لدرجة أنه كان بالكاد يسمعها. اتجه إلى المقعد، وقالت: «أيها الربان، أنا آسفة، أختي ماتت لتوها.»
أنا آسفة، أختي ماتت لتوها.
Page inconnue