اتضح أنه كان عاريا - على الأقل، كان الجزء الذي يمكن رؤيته منه عاريا - ويجلس على مقعد مستقيم الظهر عند النافذة في حجرته الحارة. كان موراي يستطيع استشعار حرارة الغرفة وقاعدة مقعده الصلبة التي تزيد من تعرقه وشعور الرجل بالإثارة، إثارة قوية لكنها مركزة وغير جامحة. وبالنظر إلى باربرا، كان يستشعر وميضا يشع من كل جسدها، الطاقة جميعها متجمعة في بشرتها، وهي تسلم نفسها إلى هذا الهجوم. لم تكن ترقد ساكنة تماما - كانت هناك تموجات حركية تمر فوق جسدها، مع بعض التقلبات والارتعاشات الصغيرة. عدم استقرار على حال، تغييرات في أوضاع الجسد. كان المنظر غير محتمل. في وجود طفلها في منتصف اليوم، في فنائها الخلفي، كانت ترقد على الحشائش داعية إياه. واعدة - لا، كانت تقدم بالفعل - أكثر صور التعاون روعة. كان المشهد بذيئا، ولافتا للانتباه، وغير محتمل.
كان باستطاعة موراي تخيل ما يبدو عليه شكله الآن؛ رجل يراقب من خلال عدسات مكبرة رجلا يراقب من خلال عدسات مكبرة امرأة. مشهد من فيلم كوميدي.
لم يعرف أين يذهب. لم يستطع الذهاب إلى الفناء ويوقف هذا الأمر. لم يستطع العودة إلى المتجر وهو يعرف ما يحدث فوق رأسه مباشرة. ترك المنزل وأخرج السيارة، التي كان يحتفظ بها في جراج أمه، وانطلق بها. لديه الآن مجموعة من الكلمات التي يضيفها إلى «ذات يوم عدت إلى المنزل بشكل مفاجئ؛ أدركت أن حياتي تغيرت.»
لكنه لم يكن يدرك معنى ما يقول. قال: حياتي تغيرت، حياتي جرى تغييرها، لكنه لم يدرك المعنى على الإطلاق.
قاد السيارة عبر الشوارع الخلفية في والي مارا بمزلقان سكة حديد، في اتجاه الريف. كان كل شيء يبدو كالمعتاد، لكنه في الوقت ذاته بدا كمحاكاة خبيثة في عينيه. قاد السيارة فاتحا نوافذها على آخرها، محاولا الحصول على نسمة هواء، لكنه كان يسير بسرعة بطيئة جدا. كان يقود بسرعة السير داخل المدينة بينما هو خارج حدود المدينة . أطلقت شاحنة بوقها حتى تمر. كان ذلك أمام مصنع الطوب. أزعجه بشدة صوت بوق الشاحنة العالي وضوء الشمس الساطع المنعكس من الطوب، مما أثر على رأسه وجعله يئن، كما لو كان لديه ألم شديد برأسه من آثار الشراب. •••
استمرت الحياة اليومية، تحوطها كارثة كما يحيطها خط من النار. كان يشعر أن منزله مكشوف، حياته مكشوفة - لكنها لا تزال قائمة - كان يشعر بأنه غريب، خفيف وقع القدم ومراقب في ضغينة خفية. ماذا سيتكشف له أكثر بعد ذلك؟ على العشاء، قالت ابنته: «أمي، لماذا لا نذهب إلى الشاطئ هذا الصيف؟» وكان من الصعب الاعتقاد بأنها لا تعرف كل شيء.
قالت باربرا: «ستذهبين أنت ... ستذهبين مع والدة هيثر.» «لماذا لا نذهب أنا وآدم وأنت معا؟» «نحب أنا وآدم الشاطئ الموجود هنا.» تحدثت باربرا بشكل بدا منه أنها شديدة الاعتداد والثقة بنفسها - متعالية بعض الشيء. «سئمت من الحديث إلى الأمهات الأخريات.» «ألا تحبين والدة هيثر؟» «بل أحبها.» «أنت لا تحبينها.» «بالطبع أحبها. أنا فقط كسولة يا فليسيتي. أنا شخص غير اجتماعي.»
قالت فليسيتي في رضا: «أنت لا تحبينها.» تركت المائدة، وبدأت باربرا في وصف معسكر الشاطئ الذي تقيمه الأمهات الأخريات، كما لو كان هذا أمرا يمتع موراي الاستماع إليه. المقاعد والشماسي القابلة للطي، اللعب والمراتب القابل للنفخ، المناشف والملابس البديلة، مستحضرات تنظيف البشرة، الزيوت، مطهرات الجروح، لاصقات الجروح، قبعات الشمس، شراب الليمون، مشروب كوول-إيد، المصاصات المجمدة في المنزل، والمنتجات الصحية المفضلة. قالت باربرا: «من المفترض أن تمنعن الأشقياء الصغار من التذمر لعدم تناول البطاطس المقلية ... هن لا ينظرن إلى البحيرة على الإطلاق إلا إذا كان أحد أطفالهن فيها؛ يتحدثن عن إصابة أطفالهن بالربو، أو عن أماكن حصولهن على أرخص الفانلات.»
لا يزال فيكتور يأتي لزيارتهما في المساء. لا يزالون يجلسون في الفناء الخلفي ويحتسون الجين. بدا الآن أن في الألعاب أو المحادثات التي لا هدف منها، كانا يفسحان المجال أمام موراي، يضحكان تقديرا، يثنيان على أي مزحة يقولها أو رؤيته لأي شهاب. كان يتركهما عادة معا وحدهما. كان يذهب إلى المطبخ للحصول على المزيد من الجين أو الثلج؛ كان يذهب ليطمئن على الطفلين، متظاهرا بسماعه أحدهما يبكي. كان يتصور آنذاك أن قدم فيكتور العارية الطويلة ستنزلق من صندلها وتمس، ثم تدلك، سمانة باربرا العارية، فخذها الممدد. ستنزلق أيديهما إلى أي أجزاء تستطيعان الوصول إليها. في لحظة مخاطرة، ربما يلمس لسان أحدهما لسان الآخر. لكن عندما كان يخرج من المنزل محدثا بعض الجلبة، كانا دوما تفصلهما مسافة مناسبة، يتحدثان في مسائل تافهة عادية.
كان على فيكتور الرحيل مبكرا أكثر من المعتاد، ليذهب إلى العمل في منجم الملح. كان يقول: «إلى منجم الملح.» - الشيء نفسه الذي كان الكثيرون هنا يقولونه، المزحة التي كانت صحيحة حرفيا.
Page inconnue