يقول نيل: «بالمناسبة، أخذت بعض المال. حصلت على أربعين دولارا، وهي - مقارنة ببعض ما حصل عليه الصبية الآخرون - شيء لا يذكر. أقسم أن هذا هو كل شيء، أربعين دولارا. لم أحصل على أكثر من ذلك.»
لم تنبس ببنت شفة.
يقول: «لم أكن أتوقع أن أعترف بالأمر. كنت فقط أريد أن أتحدث عنه، ثم إن ما يضايقني هو أنني كذبت على أي حال.»
الآن تستطيع أن تسمع صوته بصورة أفضل، وتلاحظ أن صوته على وتيرة واحدة ومتعب مثل صوتها. ترى يديه على عجلة القيادة وتفكر في مدى صعوبة محاولة وصف كيف يبدو. من على بعد - في السيارة، منتظرا إياها - يبدو دوما شيئا براقا يخطف الأبصار، حضوره بارز وواعد. عند الاقتراب منه، يمتلك بعض المناطق المتعارضة؛ بشرة حريرية أو خشنة، شعر منتصب أو ذقن حليقة بها بعض الشعيرات، روائح فريدة أو مشتركة مع رجال آخرين. لكن هناك نوع من الحيوية؛ صفة فيه تراها في أصابعه القصيرة البليدة، أو الانحناءات الضاربة إلى السمرة في جبهته، وحتى تسمية ذلك بحيوية لا يعتبر وصفا دقيقا؛ يعتبر ذلك مثل طاقة تنبعث منه، تصعد من الجذور، واضحة ومتحركة، تملؤه كله. هذا هو ما أرادت أن تتبعه؛ الطاقة، التيار، تحت الجلد، كما لو كان ذلك هو الشيء الوحيد الحقيقي.
إذا حولت بصرها إلى جانبها الآن، فستراه على حقيقته؛ تلك الجبهة المنحنية الضاربة إلى السمرة، الحافة المتراجعة من شعر بني متجعد، وحواجب ثقيلة بها بعض الشعر الرمادي، عينان عميقتان لونهما فاتح، وفم طلق، متجهم وأبي. رجل صبياني آخذ في الكبر، على الرغم من أنها لا تزال تشعر بخفته وحيويته، وهو يعلوها عندما يضاجعها، في مقابل جسد كورنيليس الذي يقبع فوقها في امتلاك، مثل أطنان من الأغطية. مسئولية، هكذا تشعر بريندا حينها. هل ستشعر بالمثل حيال هذا الرجل أيضا؟
يستدير نيل بالسيارة، ويشير إلى أنها الآن مستعدة للعودة، وأن الوقت قد حان لها كي تخرج من السيارة وتذهب إلى شاحنتها. يرفع يديه عن عجلة القيادة أثناء دوران المحرك، ويحرك أصابعه، ثم يمسك بعجلة القيادة بقوة مرة أخرى، بقوة شديدة، حتى تكاد تظنها تنفجر. يقول: «يا إلهي! لا تخرجي من السيارة الآن! لا تخرجي من السيارة!»
لم تضع حتى يدا على مقبض الباب، لم تبادر بحركة تشير إلى انصرافها. ألا يعرف ما يجري؟ ربما يحتاج المرء إلى المرور بخبرة الدخول في الكثير من المعارك الزوجية حتى يفهم الأمر، حتى يعرف أن ما تفكر في أنه النهاية - ولفترة ما تأمل ذلك - بالنسبة إليك، ربما لا يمثل إلا بداية مرحلة جديدة، استمرار للعلاقة. هذا هو ما يحدث، هذا ما قد حدث. لقد فقد بعض بريقه بالنسبة إليها، وربما لا يستطيع استرجاعه أبدا. ربما ينطبق الأمر نفسه بالنسبة إليها معه. تشعر بوطأة ثقله وغضبه ومفاجأته، تشعر بذلك أيضا في نفسها. تعتقد أن الأمر كان حتى الآن جيدا.
مينسيتونج
1
زهور الحوض، والزهور الدموية،
Page inconnue