La Vision de Dieu entre la raison et la tradition

Abdallah Ibn Hamoud Cizzi d. 1450 AH
15

La Vision de Dieu entre la raison et la tradition

رؤية الله تعالى بين العقل و النقل

فالآية الواضحة البينة المفهومة هي من قسم (المحكم) مثل

قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين }(1)، وقوله تعالى: {قل هو الله أحد } (2)، وقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}(3) إلى غير ذلك من الآيات البينات الواضحات اللاتي لا تختلف فيهن المقالات ولا تدخلهن التأويلات.

أما الآية التي تختلف الأنظار في فهمها فهي من قسم (المتشابه)، مثل قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}(4)، وقوله تعالى: {فنفخنا فيه من روحنا}(5)، وقوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}(6).

وينقسم المتشابه إلى أنواع منها:

1 ما يدل لفظه على شيء يستوقف العقل ويستدعي إرجاعه إلى الآيات المحكمات، مثل قوله تعالى: {ثم استوى على العرش}(7)، و{وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}(8) وفي هذه الحالة يتعين التأويل وهو من اختصاص أهل العلم إذ لا بد للتأويل من دليل صحيح يصرف اللفظ إلى معنى صحيح.

2 ما يعرف معناه على سبيل الإجمال لا التفصيل، مثل قوله تعالى: {فنفخنا فيه من روحنا}(9) فمعرفتنا تقتصر على فهم الروح بأنها سر إلهي، ولا نستطيع أن نعرف هذا السر بكنهه وحقيقته فهو من أمر الله.

ولعلك تسأل: لماذا جعل الله سبحانه وتعالى بعض آيات القرآن محكمة يفهمها الجميع وبعضها متشابهة لا يفهمها إلا الراسخون في العلم، ولم يجعلها واضحة بكاملها يستوي فيها العالم والجاهل؟.

Page 15