Rum
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
Genres
وكانت الخدمة العسكرية في أوائل عهد رومة محصورة في المواطنين الرومانيين أولئك الذين ملكوا أرض رومة وسنوا شرائعها، وكان على كل جندي أن يقسم بكل وقار واحترام يمين الطاعة لقادته والولاء للإمبراطور والإمبراطورية، وجاء يوليوس قيصر فمنح حقوق المواطن الروماني
3
بعض وجوه الولايات وأعيانها ممن ليس فيهم الولاء والإخلاص لرومة وإمبراطوريتها، وقضت ظروف الفتح والتوسع بتكبير الجيش، فجندت رومة أبناء الولايات في وحدات «مساعدة»، وفي أيام أدريانوس وخلفائه تساهلت رومة فمنحت كل من لمست فيه استعدادا لتفهمها والامتزاج بأبنائها هذا الحق الكبير. ثم جاءت يولية دمنة الحمصية وابنها كركلا؛ فأباحا هذا الحق في السنة 212 لجميع سكان الإمبراطورية، فأصبح الجيش - والحالة هذه - مؤلفا من جميع عناصر حوض البحر المتوسط.
وأدى التوسع العسكري الكبير إلى تغيير آخر في الجيش؛ فالحدود الشاسعة الطويلة والأعمال الحربية المتتابعة المتتالية قضت بتطويل مدة الخدمة العسكرية، والتأخر الاقتصادي اضطر الحكومة الرومانية أن تقطع جنود الحدود أراضي يحرثونها وأن تجيز لهم أن يتأهلوا وأن يقيموا في أكواخهم قرب الحدود؛ فقضى الجنود حياتهم بأكملها في خدمة العلم وأصبحوا طائفة عسكرية تعيش لنفسها، لا جيشا شعبيا يقوم بخدمة الدولة.
ومما عجل كثيرا في انحطاط الجيش أن أوغوسطوس قيصر لم يعن بإيجاد طريقة قانونية لانتخاب الإمبراطور تنتقل سلطة الإمبراطور بموجبها من سلف إلى خلف دونما خلل يقطع الاستمرار، فنتج عن هذا الخلل أنه أصبح في طاقة الجند أن يختاروا من يرضون عنه، وأن يعزلوه وأن يعينوا غيره مكانه، كما أمسى الإمبراطور نفسه قليل المهابة والاحترام.
الإمبراطور
وكان الإمبراطور في بدء الأمر وجيها رومانيا كبيرا خول سلطة عسكرية واسعة في ظروف حربية قاهرة ، وكانت هذه السلطة أو هذه القيادة
4
تنتهي بانتهاء الحرب، وكان مجلس الشيوخ يقيم - في ظروف معينة - أكثر من قائد واحد في وقت واحد، ثم جاءت الإمبراطورية بطولها وعرضها وتعددت مشاكلها، فوكلت رومة القيادة إلى رجل واحد طوال عمره، وبقيت سيادة الدولة الرومانية تظل هذا الإمبراطور الفرد ومنها يستمد سلطته، وبقي هو ممثل الجمهورية
5
Page inconnue