66

Rulings on Acts of Worship Following the Second Dawn

أحكام العبادات المترتبة على طلوع الفجر الثاني

Maison d'édition

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٩ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

لأن الله تعالى أباح للصائم الجماع حتى يتبين الفجر، ولازم هذا أنه إذا أخر الجماع للفجر، لم يغتسل إلا بعد طلوع الفجر (١).
قال الإمام ابن كثير ﵀: "ومن جعله تعالى الفجر غاية لإباحة الجماع والطعام والشراب لمن أراد الصيام، يستدل على أنه من أصبح جنبًا فليغتسل وليتم صومه، ولا حرج عليه. وهذا مذهب الأئمة الأربعة وجمهور العلماء سلفًا وخلفًا (٢).
وقال العلامة ابن قدامة ﵀: "وجملته أن الجنب له أن يؤخر الغسل حتى يصبح، ثم يغتسل ويتم صومه، في قول عامة أهل العلم (٣).
وقد ثبت في الصحيحين (٤)، من حديث عائشة وأم سلمة ﵂ أنهما قالتا: "إن رسول الله ﷺ كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثم يغتسل ويصوم".
وفي لفظ عن أم سلمة ﵂ قالت: "كان رسول الله ﷺ يصبح جنبًا من جماع، لا من حلم، ثم لا يفطر، ولا يقضي" (٥).

(١) انظر: تفسير سورة البقرة لابن عثيمين (٢/ ٣٥٤).
(٢) تفسير القرآن العظيم (١/ ٥٢٠).
(٣) المغني (٤/ ٣٩١).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (٤٦٣) كتاب الصوم، باب الصائم يصبح جنبًا (١٩٢٦) ومسلم في صحيحه (٤٢٩) كتاب الصوم باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب (١١٠٩).
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه (٤٢٩، ٤٣٠) كتاب الصوم، باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب (٧٧) (١١٠٩).

1 / 70