ولا يفوتنا أن نلاحظ أن شيخنا المرحوم ح. ح. عبد الوهاب (٥٢) قد أرّخ وفاة المالكي سنة ٤٧٤ وهو مقبول بناء على ما قدمنا ولكنه-﵀-لم يذكر مستنده، ولا نظنه إلاّ متأولا ما جاء في مطبوعة المعالم من تاريخ وفاة أبيه «أبي عبد الله محمد» سنة ٤٩٤.
ويبدو أن شيخنا-﵀-قد تأول أمرين:
١ - ان هذا التاريخ «سنة ٤٩٤» هو تاريخ وفاة الابن وليس تاريخ وفاة الأب.
٢ - ان هذا التاريخ تصحف فيه اللفظ من «سبعين» الى «تسعين».
ونلاحظ أننا قد رددنا هذا من أصله فيما تقدم بناء على ما توفّر لنا من مصادر ومعطيات جديدة (٥٣).
الكتاب
أجمعت المصادر أن اسمه هو «رياض النفوس» كما أنها أجمعت أن مؤلفه هو «أبو بكر عبد الله بن محمد المالكي» وهو ما يدل عليه بوضوح تدخل المؤلف في عدة مواضع من كتابه وذلك كقوله (ص ٤٣): «قال مؤلف الكتاب أبو بكر عبد الله بن محمد المالكي» وفي (ص ١١٧): «قال أبو بكر عبد الله المؤلف».وفي (ص ٢٠٠): «قال أبو بكر».وفي (ص ٢٩٨): «قال الشيخ أبو بكر عبد الله المالكي» وفي (ص ٧٦) و(ص ١٥١): «قال عبد الله».
ويبدو انه قد عدل عن هذه الطريقة في أواخر الجزء الأول وبقية الجزء الثاني وأصبح يرمز إلى اسمه بالحرف الأول منه «ع».
اننا على عكس من تقدمنا من الدارسين لا نجد في الكتاب أثرا ماديا لوالده، لهذا نجزم بأن الكتاب-في صورته الواصلة إلينا-هو من تأليف أبي بكر المالكي وحده مع القول بأنه استفاد من روايات والده وان لم ينصّ عليها.
أما تاريخ تأليف الكتاب فنعتبر أنفسنا قد فرغنا منه لما فصّلنا القول في تحديد عمر
_________
(٥٢) الإمام المازري ص ٧٩.
(٥٣) ينظر تعليقنا رقم ٤٢.
مقدمة / 22