روى في الصحيحين ستة أحاديث ، اتفقا على ثلاثة ، وانفرد البخاري بحديثين ، ومسلم بواحد؛ وخرج عنه الأربعة . وعنه علقمة وقيس بن أبي حازم . مات رضي الله عنه بالكوفة سنة سبع وثلاثين بعد أن مرض مرضا شديدا طويلا كما روى مسلم ، بسنده إلى قيس بن أبي حازم ، قال : دخلنا على خباب نعوده وقد اكتوى سبع كيات، فقال : لولا أن رسول الله ،، نهانا أن ندعو بالموت الدعوت به . وقال له بعض عواده : أبشر أبا عبد الله ، ترد على إخوانك الحوض . فقال : إنكم ذكرتم لي إخوانا مضوا ولم ينالوا من أجورهم شيئا ، وأنا بقينا بعدهم حتى نلنا من الدنيا ما نخاف أن يكون ثوابا لتلك الأعمال .
وذفن رضى الله عنه بظاهر الكوفة عند بابها . وكان الناس قبله إنما يدفنون أمواتهم في أفنية بيوتهم . فلما ذفن خباب هناك بوصية منه دفنوا [أقرب] إليه .
ولما رجع علي كرم الله وجهه من صفين ورأى القبور سأل عن ذلك ، فقيل : هو خباب ، مات بعد مخرجك . فوقف عليهم وترحم وقال : رحم الله خبابا ، أسلم راغبا ، وهاجر طائعا ، وعاش مجاهدا ، وابتلي في جسمه ، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا . وكان عمره بوم مات ثلاثا وسبعين سنة .
Page 66