وقد شهد بدرا مع المشر كين فنجا منهزما ، فكان إذا اجتهد في ممينه قال : والذي نجاني من يوم بدر . وكان من أشراف قريش وأجوادها، وكان بيده دار الندوة التي يجتمعون فيها للتشاور وعقد الأمور وحلها ، فباعها آخرا من معاوية ممائة ألف درهم ، فقيل له : بعت مكرمة قريش !؟ فقال : ذهبت المكارم إلا التقوى . ثم تصدق بثمنها . وصدقاته وعتاقه وعطاياه في الجاهلية والإسلام واسعة شايعة. وفي الصحيحين عنه قال : قلت يا رسول الله ، [ أرأيت] أشياء كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة وعتاقة وصلة رحم ، فهل لي فيها أجر ؟ فقال النبي ، ليلة : أسلمت على ما أسلفت من خير قلت : فوالله لا أدع شيئا صنعته في الجاهلية إلا فعلت مثله في الإسلام . وروي أنه حج في الإسلام فأهدى مائة من الإبل قد جللها بالحبرات ومعها مائة وصيف في أعناقهم أطواق الفضة منقوش فيها عتقاء الله» ، وأهدى أيضا مائة شاة . وفي الصحيحين أيضا عنه قال : سألت رسول الله ل، فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ثم قال : «يا حكيم ، إن هذا المال خضرة حلوة ، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ؛ ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ، وكان كالذي ياكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى» . قال حكيم ، فقلت : والذي
Page 54