وقد شاهدت أنا جاموسًا خرج من بيضة، ورأيت الفرس يخبط بيديه البيضة فلا يكسرها. وما عنيت بيضة الحديد، لأن ذلك معروف منها الصلابة.
والأوعال في جبالها تراقب الصوم، ولا تراقب الصلاة.
وفي " الرملة " رجل يصلي ويتحدث البيت ذلك وهو قاعد لم يقم ولم يركع ولم يسجد ولم يذكر الله، ولا هو على طهارة. وقد شهد له المسلم والكافر أن يصلي، وهو في تلك الحال.
وفي مذهب الفقهاء أن من وطيء الجامع وهو على طهارة وجب عليه الغسل فإن وطيء كنيسة فلا شيء عليه.
وكان " محمد بن إدريس الشافعي " لا يقرب الجامع ويبيت في الكنيسة.
ومن رأى " أبي حنيفة " أن من قتل حرًا فلا شيء عليه.
ويجوز في مذهبه أن يطبخ لحم الفقيه، فأما الفرضي والنحوي فلا يعرض لهما إلا بخير.
ومن بالجزيرة من العرب، يأكلون في السنة المجدبة لحوم الفقهاء.
وفي نواحي اليمن قوم فقراء يأكلون الذرة ويكيلونها بالذهب. ولعل فيهم من لم يملك دينارًا قط. ويقال إنهم يأكلون لحم الشيطان.
والدجال قد ظهر منذ سنوات في عمل " السيد عزيز الدولة وتاج الملة أمير الأمراء " أدام الله سلطانه. وهو يكون عند بعض الجنود بمدينة " حلب " حرسها الله.
وكذلك ياجوج. فأما " ماجوج " فلا خير منهم إلا أن يدعي ذلك بعض المتسامحين في القياس.
والقاضي ب " حلب " عادل منصف، على أنه يجيز أن يطبخ المظلوم بقدير أو مرجل، ويبيح أن يضرب خد المظلومة بالفؤوس. وفي دينه أمر الظالم بمعونة الظالمة. ويحل للخباز أن يأكل كبد العجان وغيرها من جسده. ويحب أن يدخل الجنة، على أنه يبغض الحور. ولا يلتفت إلى قول الغافر، ويود أنه غفر له. ويطلق لأم الولد إذا مات عنها سيدها ثم تزوجت، أن تبيع زوجها من المسلم واليهودي والنصراني.
ومن الأخبار الصحيحة أن أهل " سرمين " وأهل " قنسرين " لا يقدر أحد منهم أن يمس ذنب الدجاجة، فمن ادعى منهم أنه يقدر على ذلك فهو كاذب.
وههنا قرية تعرف ب " الكفر " إلى جانبها قرية تعرف ب " البارة ".
فأما " الكفر " فمقيمة في الشتاء والصيف. وأما البارة فتسافر في قيظ وربيع.
وأهل الزوج لا يفرقون من الرجل المستيقظ، ورجالهم ونساؤهم تفرق من النائم.
وساكنوا القرى من الكرابين، إذا نزل بهم الضيف ذبحوا له الدجاج وصانوا عنه البيض.
والنصارى ينتظرون نزول " المسيح " صلى الله عليه. فهل شعروا أن " السيد عزيز الدولة وتاج الملة أمير الأمراء " - أعز الله نصره - إذا ركب لامتحان الفوارس في ميدان السلم نزل المسيح لا محالة؟ وما في الأرض نصراني ولا نصرانية إلا وهو يذم القس، وإن أتياه فيمن يأتيه حتى ملك الروم وبطارقته.
ولا يمشي الرجل في " تنيس " بنعل عربية إلا ومعه بطريقان.
وفي بلاد " حلب " حرسها الله، قرية تعرف ب " أورم الكبرى " لا يدخل عيون أهلها الكرى. والنعامة في كل ليلة تبرك على أهل " عزاز " وب " الرملة " قوم سمرة يحرمون السبت، وفي " دمشق " سمرة مسلمون يحلون السبت.
وخير الأمراء من يحوط الرعية ويمنع الغاوين من شقهم عصا الملة، ويحب القناة والسيف ويبغض القصبة. فالحمد لله الذي جعل " السيد عزيز الدولة وتاج الملة أمير الأمراء " - أعز الله نصره - كذلك.
والقاضي ب " مدينة السلام " لا يدخل عليه عدل من عدوله إلا ومعه دفان، كل واحد منهما أحب إليه من مائة دينار، والساج من بعد على كتفيه.
وأهل " منبج " لا يرى العجل منهم عند أميرهم أو قاضيهم.
وأهل " بعل بك " يفرح الرجل منهم بأن تكون له الأمة، وكلهم يبغضون الحرائر. وبلادهم كثيرة الكروم، ولا يرى الرجل منهم في كرم طول عمره.
و" جوسية " يجوز أن تجتمع فيها الكوفة والبصرة ومصر، في يوم خميس أو جمعة.
وأهل " رفنية " يأمنون البيت والمسجد، ويفرقون من الدار.
وكانت العرب تتشاؤم بالصرد وهو طائر أخضر يسمى الأخطب، وإياه عني " امرؤ القيس " بقوله:
كما رعت في الضالَةِ الأَخطبا
وبحتر من طيء لا يرى الرجل منهم إلا ومعه صردان في ليل ونهار، وكذلك كان " الوليد بن عبيد البحتري ".
وإذا ركب " السيد عزيز الدولة وتاج الملة أمير الأمراء " - أعز الله نصره - دعا له البرج والصور بدعاء يفهم، وكل عبيده يرجو البق ويبغض الذباب، ولو وقف بعضهم على ظهور الأسد يومه أجمع لما شعرت به.
وهو، أعز الله نصره، يغضب على من ينظر إلى غراب لا يملكه، وتثنى عليه الدرة وتفر الصدفة خشية العقوبة.
1 / 34