وَمِنْهُم أَبُو السري مَنْصُور بْن عمار من أهل مرو من قرية يقال لَهَا دندانقان وقيل: إنه من بوشنج أقام بالبصرة وَكَانَ من الواعظين الأكابر.
وَقَالَ مَنْصُور بْن عمار من جزع من مصائب الدنيا تحولت مصيبته فِي دينه.
وَقَالَ مَنْصُور بْن عمار أَحْسَن لباس العبد التواضع والانكسار وأحسن لباس العارفين التقوى قَالَ اللَّه تَعَالَى: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ﴾ [الأعراف: ٢٦] وقيل إِن سبب توبته أَنَّهُ وجد فِي الطريق رقعة مكتوبا عَلَيْهَا بسم اللَّه الرحمن الرحيم فرفعها فلم يجد لَهَا موضعا فأكلها فرأى فِي المنام كأن قائلا قَالَ لَهُ: فتح اللَّه عليك بَاب الحكمة باحترامك لتلك الرقعة.
سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي رحمة اللَّه يَقُول: سمعت أبا بَكْر الرازي يَقُول: سمعت أبا الْعَبَّاس القاص يَقُول: سمعت أبا الْحَسَن الشعراني يَقُول: رأيت مَنْصُور بْن عمار فِي المنام فَقُلْتُ لَهُ: مَا فعل اللَّه بك؟ فَقَالَ: قَالَ لي: أَنْتَ مَنْصُور بْن عمار؟ فَقُلْتُ: بلى يا رب قَالَ أَنْتَ الَّذِي كنت تزهد النَّاس فِي الدنيا وترغب فِيهَا؟ قُلْت: قَدْ كَانَ ذَلِكَ يا رب ولكني مَا أتخذت مجلسا إلا بدأت بالثناء عليك وثنيت بالصلاة عَلَى نبيك ﷺ وثلثت بالنصيحة لعبادك
1 / 74