وَمِنْهُم أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ حاتم بْن علوان ويقال حاتم بْن يُوسُفَ الأصم من أكابر مشايخ خراسان وَكَانَ تلميذ شقيق وأستاذ أَحْمَد بْن خضرويه قيل لَمْ يكن أصم وإنما تصامم مرة فسمي بِهِ.
سمعت الأستاذ أبا عَلِيّ الدقاق ﵀ يَقُول: جاءت امْرَأَة فسألت حاتما عَن مسألة فاتفق أَنَّهُ خرج منها فِي تلك الحالة صوت فخجلت فَقَالَ حاتم: ارفعي صوتك فأرى من نَفْسه أَنَّهُ أصم فسرت المرأة بِذَلِكَ وَقَالَتْ: إنه لَمْ يسمع الصوت فغلبت عَلَيْهِ اسم أَخْبَرَنَا الشيخ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي ﵀ قَالَ: سمعت أبا عَلِي سَعِيد بْن أَحْمَد يَقُول: سمعت أَبِي يَقُول سمعت مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ يَقُول: سمعت خالي مُحَمَّد بْن اللَّيْث يَقُول: سمعت حامدا اللفاف يَقُول: سمعت حاتم الأصم، يَقُول: مَا من صباح إلا والشيطان يَقُول لي: ماذا تأكل وماذا تلبس وأين تسكن؟ فأقول لَهُ: آكل الْمَوْت وألبس الكفن وأسكن القبر، وبإسناده قيل لَهُ: ألا تشتهى؟ فَقَالَ: أشتهي عافية يَوْم إِلَى الليل، فقيل لَهُ أليست الأيام كلها عافية؟ فَقَالَ: إِن عافية يومي أَن لا أعصى اللَّه فِيهِ.
وحكى عَن حاتم الأصم أَنَّهُ قَالَ: كنت فِي بَعْض الغزوات فأخذني تركي فأضجعني للذبح فلم يشتغل بِهِ قلبي، بَل كنت أنظر ماذا يحكم اللَّه تَعَالَى فِي، فبينما هُوَ يطلب السكين من خفه أصابه سهم غرب فقتله وطرحه عنى فقمت.
1 / 63