وقد كان آدم - وهو أول من كشف له الله عن نفسه - يجهل أن الله حاضر في كل مكان وأنه بكل شيء عليم، فقد أخفى نفسه بالفعل عن الله، وحاول في حضوره الاعتذار عن خطيئته وكأنه أمام إنسان مثله. وإذن فقد كان كشف الله له عن نفسه بطريقة على مستوى فهمه، أعني كموجود لا يوجد في كل مكان في الوقت نفسه، ويجهل خطيئة آدم والمكان الذي يوجد فيه. لقد سمع آدم بالفعل أو ظن أنه سمع الله سائرا في الحديقة، وظن أن الله ناداه وسأله عن مكانه، وأن الله، بعد أن لحظ اضطرابه، سأله إن كان قد أكل الفاكهة من الشجرة المحرمة، فآدم لم يعلم من صفات الله إلا أنه خالق كل شيء،
42
كذلك كشف الله عن نفسه على مستوى فهم قابيل كموجود يجهل أمور البشر، ولم يكن قابيل في حاجة إلى معرفة أسمى بالله كيما يتوب عن خطيئته. وقد كشف الله عن نفسه للابان
43
على أنه إله إبراهيم، لاعتقاد لابان بأن لكل أمة إلها خاصا (انظر: التكوين، 31: 29)
44
وقد كان إبراهيم بدوره يجهل أن الله موجود في كل مكان وأنه عليم بكل شيء، فعندما سمع الحكم الذي صدر ضد سكان سدوم
45
توسل إلى الله ألا ينفذ حكمه حتى يتأكد من أن جميعهم يستحقون هذا العذاب، وهكذا قال: (انظر: التكوين، 18: 24) (ربما) إن وجد خمسون بارا في المدينة. ولم يكشف الله له عن نفسه بطريقة أخرى، إذ إنه تحدث من خلال خيال إبراهيم على النحو الآتي: «أنزل وأرى هل فعلوا طبق صراخها البالغ إلي وإلا فاعلم.» (التكوين، 18: 21). أما الشهادة الإلهية لإبراهيم (انظر: التكوين، 18: 19)،
46
Page inconnue