Ecriture
والتراث
Tradition
وبلغة العهد الجديد بين الأناجيل والرسائل. ويأخذ سبينوزا بولس، أقوى شخصية بين الحواريين، كمثل للمقارنة بين النبي والحواري.
فمن ناحية الأسلوب يؤكد النبي أنه يتحدث بناء على تفويض من الله، أما الحواري فإنه يؤكد أنه يتحدث باسمه، ويعبر عن تفكيره وآرائه الشخصية. النبوة من عند الله، أما رسالة الحواري فإنها من عنده هو. النبوة توقيف من الله واختيار إلهي للنبي، ورسالة الحواري تطوع من لدنه ومن أي فرد يشعر بأن لديه القدرة على نشر الدعوة، النبوة لا تخطئ فهي يقينية، أما الحواري فيخطئ ويعيب، ورسالته ظنية، يمكن الشك فيها باعتراف الحواري نفسه.
ومن حيث طريقة التعبير، نجد أن النبي لا يستدل، بل يتحدث معتمدا على السلطة الإلهية، أما الحواري فإنه يستدل ويناقش، يجادل ويحاج. يبلغ النبي حقائق النبوة التي عرفها من الوحي، أما الحواري فإنه يفكر ويعتمد على العقل وعلى النور الفطري.
77
أما موسى فإنه عندما يستدل لا يعتمد على العقل، بل يدعو للفضيلة كما يدعو الواعظ ولا يتحدث باسمه بل باسم الله، وقد يقترب النبي من الاستدلال، لو كانت معرفته بحقائق الوحي أقرب إلى المعرفة الفطرية؛
78
لأن معرفة الأنبياء عادة تأتي من فوق الطبيعة
Page inconnue