250

* إشراف الحجاز على العمران

* بشمول العدل والأمان

وقد بدأ عمرانها (1)، بل عمران الحجاز كله بالرجوع (2) في هاتين السنتين ، بعد استقرار الأمن وشمول الدعة ، ومما أقر به القاصي والداني ، واعترف الناس بالفضل فيه لله ، ثم لابن سعود.

ولقد شافهتنا هناك الأهالي في الفرق الذي بين حالتهم الحاضرة وحالتهم الماضية ، فأجمعوا على أن نعمة الأمن التي هم متمتعون بها الآن لم يعرفوا شيئا منها من قبل ، لاهم ، ولا آباؤهم ، ولا أجدادهم ، ولا سمعوا بها عن سلفهم.

حدثني بعض الأشراف الهاشميين من أولاد أمراء مكة أنفسهم أنهم كانوا في القرى التي لهم حول الطائف يوصدون أبوابهم ليلا ، ولا يفتحونها لأي طارق خيفة الغيلة ، وحذرا من سطو اللصوص ، حتى جاء هذا العهد السعودي ، فصاروا يأمنون أن يبيتوا وأبوابهم مفتحة ، وصاروا يفتحون لأي طارق جاءهم.

وحدثني الجميع أنهم كانوا لا يقدرون على التجوال إلا مسلحين ، فأصبح الآن كل إنسان يجول في الحواضر والبوادي أعزل ، لا يحمل شيئا ، ولا السكين ، وقد يكون حاملا الذهب ، ولا يخشى عادية

Page 286