89

Réflexion et Considération sur les Versets des Éclipses, Séismes et Ouragans

التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

Maison d'édition

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

وتعالى شيئًا كما ورد في الأثر: " لن يغني حذر من قَدَر " وكما قال تعالى: ﴿إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ﴾ (١)، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾ (٢). وأحاطت التتار بدار الخليفة يرشقونها بالنبال من كل جانب حتى أُصيبت جارية كانت تلعب بين يدي الخليفة وتضحكه، وكانت من جملة حظاياه، جاءها سهمٌ من بعض الشبابيك فقتلها وهي ترقص بين يدي الخليفة، فانزعج الخليفة من ذلك وفزع فزعًا شديدًا، وأُحْضر السهم الذي أصابها بين يديه فإذا عليه مكتوب: " إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقَدَره أذهب من ذَوِي العقول عقولهم! ". فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الاحتراز وكثرت الستائر على دار الخلافة. وكان قدوم " هلاكوخان " بجنوده كلها، وكانوا نحو مائتي ألف مقاتل، ووصل بغداد بجنوده الكثيرة الكافرة الفاجرة الظالمة الغاشمة ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، فأحاطوا ببغداد من ناحيتيها الغربية

(١) سورة نوح، من الآية: ٤. (٢) سورة الرعد، الآية: ١١.

1 / 89