88

Réflexion et Considération sur les Versets des Éclipses, Séismes et Ouragans

التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

Maison d'édition

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

ولا ريب أن مَن سَلَكَ هذا المسلك من أهل زماننا لَوْ عاصروا طوفانَ قومِ نوحٍ ﵇، وريحَ عاد، وقلْبَ ديار قوم لوط ﵇، وانفلاق البحر لموسى ﵇، وغرق فرعون وقومه .. وغير ذلك من آيات العذاب التي أخذ الله بها أعداءَه وأعداءَ رسله لقالوا عن ذلك كله مثل ما يقولونه اليوم في آيات رب العالمين، وهو الفناء مع الأسباب الطبيعية وحْدِها، وعزل مدبِّر الطبيعة وخالقها ومُسبب الأسباب ومقدرها سبحانه!، حتى وإن كان مَن حلَّت بهم عقوباتِ الإله العظيم في وقتنا قد زادوا على ما أتته الأمم المعذبة قبلهم!. • من أحداث سنة (٦٥٦ هـ): إن ما آلت إليه أحوالنا يُخشى من عواقبه، وإن سنن الله لا تتغير، وقد جرت أمورٌ عِظَام على مَن كان قبلنا مع عِظَم الفارق بيننا وبينهم، فليس ما أتوه من المعاصي مقارب لِمَا أتيناه لا بالكثرة ولا بالكيفية وقد سُلِّطَتْ عليهم الأعداء كما جرى على أهل بغداد من التتار سنة ستمائة وست وخمسين. قال ابن كثير: (في هذه السنة أخَذَتِ التتارُ بغداد، وقتلوا أهلها حتى الخليفة، وانقضت دولة بني العباس فيها؛ وقد سُتِرَتْ بغداد ونُصبت فيها المجانيق والعرّادات وغيرها من آلات الممانعة التي لا ترد من قدر الله سبحانه

1 / 88