Opinion sur Abou l’Alâ : L’homme qui s’est trouvé

Amin Khuli d. 1385 AH
209

Opinion sur Abou l’Alâ : L’homme qui s’est trouvé

رأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه

Genres

فهو - كما ترى - يعد مخالفة طبائع الأشياء من قول المبطلين، ويطلق القول بذلك الثبات للنواميس لا يستثني ولا يقيد. لكن أبا العلاء، كما عرفته في هذا البحث، لا يكفيك في فهمه بعض قوله دون بعض، فامض قدما، تسمعه حينا آخر يقرر ثبات النواميس لكن في تحوط واستعداد للانسحاب - كما يقول الحربيون الآن - فاقرأ قوله في الفصول:

6 «... والشيء كما فطر حتى يأذن له خالقه بالتغيير، فإن قيل: إن الديمة مطرت مداما، وإن الأرض أنبتت أهداما - جمع هدم، وهو الكساء الخلق - وإن البرة - الخلخال ونحوه من الحلي - صيغت من الكعبرة - واحدة الكعابر، وهو شيء يخرج في العضاه، وكل عقدة صغيرة مثل الجوزة ونحوها، فهي كعبرة، وكعابر الرأس عقده - وإن حضنا - جبل بنجد - غار، وتهامة أتت حجرا - وهي قصبة اليمامة - فقد كذب القائلون، إنما يتنزل من السماء غريض الماء، وتعنو الأرض بالنبات الغض، وتجود السمرة - شجرة ترعاها الإبل - بمر الثمرة، ولا تنتقل تهامة أبدا، ولا يوجد حضن إلا منجدا، فاستغفر الله.»

فهو كما قرأت يكذب القائلين بإخلاف الطبيعة وتغير أوضاعها، لكنك تلمح في صدر الكلام هذا الاستعداد الذي أشرنا إليه؛ إذ يقول: «الشيء كما فطر حتى يأذن خالقه بالتغيير.» فيجعل للثبات غاية هي الإذن الإلهي بالتغيير.

ومثل ذلك قوله في احتياط:

7 «أن رضوى لا يخاف أبدا من ضوى - صغر - الجسم حتى يأذن رب الجبال»، فبقاء جبل رضوى على حاله مرهون بإذن رب الجبال! وبذلك ومثله تحس اهتزاز يقين صاحبنا بتلك السنن، وسببية الأسباب، فإذا ما مضيت تقرؤه وجدته ينفي السببية في قوة، حين يقول:

وقد يأمر الله الكهام إذا نبا

فيفري وقد ينهى الحسام فيكهم

2: 221

ويقول:

لو ينطق السيف نادى ليس لي عمل

Page inconnue