Opinion sur Abou l’Alâ : L’homme qui s’est trouvé

Amin Khuli d. 1385 AH
208

Opinion sur Abou l’Alâ : L’homme qui s’est trouvé

رأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه

Genres

ولو رحت ترقب حرية الفكر في المليين، لاستطعت أن تجعل هذه المسألة مقياسها، وأنه بقدر ما يقبل الديني من هذه السببية وثبات الناموس يكون حر الفكر، أو يكون محافظا، وهكذا تجد المعتزلة مثلا يقررون هذه السببية ويوفقون بينها وبين فعل الله لكل شيء، وقدرة الله على أن ينشئ الأجناس كلها بلا أسباب ولا مواد، كما أنشأ نفوس الأسباب والمواد

3

حين تسمع أهل السنة يقررون مثل الذي قرأت من تحكم قرره الغزالي في نص التهافت السابق.

وتجد المتجددين من الدينيين في العصر الحديث يحرصون على تقرير: أن ثبات السنن إرشاد لم يعهد في غير القرآن، وينكرون على المليين في جميع الأجيال أن تكون أفعال الله كأفعال الحاكم المستبد تستند إلى المشيئة المطلقة، وتقرأ عن هذا قطعة طريفة للأستاذ الإمام رحمه الله في تفسير المنار.

4

وحيث كانت المسألة من الأهمية على ما رأيت حتى بسطنا القول فيها نوعا ما، فمن البين أن نعرض أبا العلاء على الآراء فيها؛ لنستبين قربه أو بعده من الروح الفلسفية أو الدينية، فماذا يرى أبو العلاء في القدرة الإلهية والأسباب والسنن الكونية؟

نحن نعرف من آثاره أنه عرض لهذه المسألة الكبيرة الأثر في بيان الفرق بين الأصلين: الديني والحكمي، فهل كان يفكر فيها تفكير متفلسف له الشخصية الحرة التي يدعيها له مفلسفوه؟ سنسمع من قوله الإجابة عن ذلك.

إن أبا العلاء قد أحس حينا ما ثبات الفطرة، وجنح نوعا ما إلى استقرار النواميس، فتسمع له مثل قوله في بعض رسائله.

وقد ذكر من حاله فقد أسباب العلم بآفته، ونشأته في بلد لا عالم فيه، وأنه ليس صاحب الثروة فكيف الحداء بغير بعير؟ فقال: فإن بلغ سيدي الشيخ أن ساري الليل قبض على سهيل، وأن الأرض أنبتت وشيا وحريرا، والسحاب أمطر مداما وعبيرا، فهو أعلم برده على المبطلين، حسب الأرض أن تعتو بخلة وحمض، وعادة السحاب المرتفع في السماء أن يأتي بري الظماء ... إلخ.

5

Page inconnue