Le jardin des amoureux

Ibn Qayyim al-Jawziyya d. 751 AH
78

Le jardin des amoureux

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

Chercheur

محمد عزير شمس

Maison d'édition

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

Numéro d'édition

الرابعة

Année de publication

1440 AH

Lieu d'édition

الرياض وبيروت

Genres

Soufisme
والصواب [١٣ أ] أن يقال: الشوق مصدرُ شاقَه، يشُوقه: إذا دعاه إلى الاشتياق إليه، فالشوق داعية الاشتياق ومبدؤه، والاشتياقُ مُوجَبهُ وغايته، فإنه يقال: شاقني فاشتقتُ، فالاشتياق فعلٌ مطاوع لشاقني. واختلف أرباب الشوق: هل يزول الشوق بالوصال أو يزيد؟ فقالت طائفةٌ: يزول، فإنَّ الشوقَ طسفرُ القلب إلى المحبوب، فإذا وصلَ إليه انتهى السفر. وأَلقتْ عَصَاها واستقرَّ بها النَّوَى ... كما قَرَّ عَيْنًا بالإيابِ المسافِرُ (^١) قالوا: ولأن الشوق إنَّما يكون لغائبٍ، فلا معنى له مع الحضور، ولهذا إنما يقال للغائب: أنا إليك مشتاق، وأما من لم يزل حاضرًا مع المحبِّ فلا يُوصف بالشَّوق إليه. وقالت طائفة: بل يزيدُ بالقرب واللقاء، واستدلوا بقول الشاعر (^٢): وأعظمُ ما يكونُ الشوقُ يومًا ... إذا دَنَتِ الخِيَامُ من الخِيَام قالوا: ولأن الشوقَ هو حُرقة المحبَّة والتهابُ نارها في قلب المُحبِّ، وذلك مما يزيدُه القربُ والمواصلةُ.

(^١) البيت لمعقِّر بن حمار البارقي من قصيدة له في «النقائض» (٢/ ٦٧٦)، وهو له في «الاشتقاق» (ص ٤٨١)، و«المؤتلف والمختلف» للآمدي (ص ٩٢)، و«معجم الشعراء» للمرزباني (ص ٢٠٤). ونسب لغيره في «البيان والتبيين» (٣/ ٤٠)، و«اللسان» (عصا). وبلا نسبة في «الأغاني» (١٥/ ١٢٣). (^٢) البيت بلا نسبة في «ديوان الصبابة» (ص ٣٦)، و«تزيين الأسواق» (١/ ٥٨).

1 / 51