============================================================
ومعه فى القبة ندماؤه وقد وقف على رأسه الخدم والقينات بحذائه فى مجلس خارج من القبة يراهن إذا اشتهى سماع القينات تظر نحو الستارة وإن أراد سكوتهن أومأ بيده الى الستارة فأمسكن هذا دأبه إلى أن يذهب الليل ويذهب عقله فتخرج الندماء ويخلو مع من شاء فإذا اصبح اشتغل بالنظر إلى اللاعبين بين يديه بالشطرنج والنرد ولايذكر بين يديه موثا ولا مرضا ولاسقما ولاشيئا فيه ذكر الغم إلا الفرح والسرور والنوادر التى تضحك ويطيب كل يوم يانواع الطيب والمشمومات ما يكون فى أواته حتى مضت له سبع وعشرون سنة فبينمسا هو ذات ليلة فى قبته وقد مضى بعض الليل إذ سمع نغمة من حلق شجي خلاف ما يسمع من مطربيه فأخذ يقلبه ولها عما كان فيه وأوما إليهم ان المسكوا واخرج رأسه من بعض طبقات القبة إلى الجادة يستمع الذي وقع بقلبه فاذا النفمة ربا سمعها وربا خفيت عليه فصاح بغلمانه وقال اطلبوا صاحب هذا الصوت وكان عمل فيه الشراب فخرج الغلمان يطوفون فإذا هم بشاب تحيل الجسم دقيق العنق مصفر اللون ذابل الشفتين شعث الراس قد لصق بطنه بظهره وعليه طمران لايتوارى بغيرهما حافى القدمين قائم فى المسجد يناجي ربه سبحاته وتعالى فأخرجوه من المسجد وانطلقوا به لا يكلمونه ووقفوا به بين يديه فنظر إليه فقال من هذا فقالوا صاحب النغمة التى سمعت قال أين أصبتموه قالوا فى المسجد قائما يصلى ويقرا فقال ايها الشاب ما كنت تقرا قال كلام الله عز وجل قال فأسمعنى تلك النغمة فقال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم (إن الأبرار لفي تعيم إلى قوله تبارك وتعالى عينا يشرب بها المقربون) أيها المغرور إنها خلاف مجلسك ومستشرفك وفرشك انها آرائك مفروشة بفرش مرفوعة بطائنها من استبرق على رفرف خضر وعبقرى حسان يشرف ولى الله تعالى منها على عينين تجريان فى جنتين فيهما من كل فاكهة روجان لا مقطوعة ولا ممنوعة فى عيشة راضية فى جنة عالية لاتسمع فيها لاغية قيها عين جارية فيها سرر مرفوعة واكواب موضوعة ومارق مصفوفة وراربى مبثوثة فى ظلال وعيون اكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار وأى نار ان المجرمين فى عذاب جهنم خالدون لايفتر عنهم وهم مبلسون فى ضلال وسعر يوم يسحبون فى النار على وجوههم ذوقوا مس سقر فى سموم وحميم وظل من يحموم يود المجرم لو يفتدى من عذاب يومتذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التى تؤويه ومن فى الأرض جميعا ثم ينجيه كلا إنها لظى نزاعه للشوى تدعو من آدبر وتولى وجمع فارعى فى جهد چهيد وعذاب شديد ومقت من رب العالمين وما هم متها مخر جين
Page 51