طريق المبالغة لأنه إذا انتفى وجود المثل عن مثله والحال إن وجوده تعالى ثابت بالدليل القاطع فقد رجع النفي لمثله وهو أبلغ من أن لو قيل: ليس مثله شيئا، فظهر أن هذا الجواب أقوى في الحجة مما أجاب به بعضهم من أن الكاف في الآية زائدة للتأكيد. والتقدير: ليس مثله شيئا .
وعلى هذا الجواب الأخير عول ابن النظر في قوله:
وليس كمثل الله شيء وإنما هنا الكاف حشو للكلام لكي يتم
* الإستدلال بالخلق { خالق كل شيء } :
37- والله خالق كل شيء حجة في خلقه ناهيك من برهان
38- إن قلت بالتخصيص للقرآن من هذا الدليل الواضح التبيان
39- وجعلته كالقول فيمن أوتيت من كل شيء نازح أو دان
40- وكما أتى في ريح عاد إذ تدم ر كل شيء كان في الأكوان
41- فأقول إن العقل خصص أولا إذ ليس يخطر في نهى الإنسان
42- إن توت ما لم يخلق الباري ولا ما دمرته طوارق الحدثان
43- والحس خصص ثانيا إذ ظاهر للحس ما لم يفن والأعيان
44- والعقل يأبى ثالثا أي غير مخلوق وغير الخالق المنان
45- أيكون شيء غير مخلوق ولا هو خالق هذا من البهتان
أي وقوله تعالى { خالق كل شيء } وقوله { إنا كل شيء خلقناه بقدر } (¬1) دليل قاطع على خلق القرآن كغيره من سائر المخلوقات، لأنه شيء والقرآن دال على أن الله خالق كل شيء، وشد بهذا الدليل عضدك، فهو يكفيك عن طلب دليل آخر، لكن لما كان ضم دليل إلى دليل مثله أقنع للخصم وأظهر للحجة وأردنا من الاحتجاج العقلي والنقلي ما سمعت.
Page 103