خمسة مفرطون في خمسة أشياء مندمون عليها: الواهن المفرط إذا فاته العمل، والمنقطع من إخوانه وصديقه إذا نابته النوائب، والمستمكن منه عدوه لسوء رأيه إذا تذكر عجزه، والمفارق الزوجة الصالحة إذا ابتلي بالطالحة، والجريء على الذنوب إذا حضره الموت.
أمور لا تصلح إلا بقرائنها: لا ينفع العقل بغير ورع، ولا الحفظ بغير عقل، ولا شدة البطش بغير شدة القلب، ولا الجمال بغير حلاوة، ولا الحسب بغير أدب، ولا السرور بغير أمن، ولا الغنى بغير جود، ولا المروءة بغير تواضع، ولا الخفض بغير كفاية، ولا الاجتهاد بغير توفيق.
أمور هن تبع لأمور: فالمروات كلها تبع للعقل، والرأي تبع للتجربة، والغبطة تبع لحسن الثناء، والسرور تبع للأمن، والقرابة تبع للمودة، والعمل تبع للقدر، والجدة تبع للإنفاق.
أصل العقل التثبت وثمرته السلامة، وأصل الورع القناعة وثمرته الظفر، وأصل التوفيق العمل وثمرته النجح.
لا يذكر الفاجر في العقلاء، ولا الكذوب في الأعفاء، ولا الخذول في الكرماء، ولا الكفور بشيء من الخير.
لا تؤاخين خبا، ولا تستنصرن عاجزا، ولا تستعينن كسلا.
إن من أعظم ما يروح به المرء نفسه ألا يجري لما يهوى. وليس كائنا إلا لما لا يهوى، وهو لا محالة كائن.
اغتنم من الخير ما تعجلت، ومن الأهواء ما سوفت، ومن النصب ما عاد عليك، ولا تفرح بالبطالة ولا تجبن عن العمل.
من استعظم من الدنيا شيئا فبطر، واستصغر من البر شيئا فتهاون، واحتقر من الإثم شيئا فاجترأ عليه، واغتر بعدو وإن قل فلم يحذره؛ فذلك من ضياع العقل.
لا يستخف ذو العقل بأحد، وأحق من لم يستخف به ثلاثة: الأتقياء، والولاة، والإخوان؛ فإنه من استخف بالأتقياء أهلك دينه، ومن استخف بالولاة أهلك دنياه، ومن استخف بالإخوان أفسد مروءته.
Page inconnue