Épîtres des Frères de la Pureté

Ikhwân al-Safâ d. 375 AH
64

Épîtres des Frères de la Pureté

رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء

Genres

وأما الثمانية التي هي قوانين غناء العربية، فأولها الثقيل الأول ثم خفيف الثقيل ثم الثقيل الثاني ثم خفيفه، ثم الرمل ثم خفيف الرمل ثم خفيف الخفيف ثم الهزج، فهذه الثمانية هي كالأجناس وسائرها كالأنواع المتفرعة منها المنسوبة إليها، فأما الثقيل الأول فهو تسع نقرات، ثلاث منها متواليات وواحدة مفردة ثقيلة ساكنة، ثم خمس نقرات، واحدة مطوية في أولها مثل قولك: مفعولن مف مفاعيلن، مف تن تن تن تن تن تن تن تن، ثم يعود الإيقاع ويكرر دائما إلى أن يسكت الموسيقار.

وأما الثقيل الثاني فهو إحدى عشرة نقرة، ثلاث نقرات متواليات، ثم واحدة ساكنة، ثم واحدة ثقيلة، ثم ست نقرات في أولها واحدة مطوية، مثل قولك: مفعولن مفعو مفاعيلن مفعو تن تن تن تن تن تن تن تن تن تن، ثم يعود الإيقاع ثانيا دائما.

وأما خفيف الثقيل الأول فهو سبع نقرات، نقرتان منها متواليتان، لا يكون بينهما زمان، نقرة ثم نقرة مفردة ثقيلة، ثم أربع نقرات، واحدة مطوية في أولها، مثل قولك: مفاعل مفاعيلن تنن تن تنن تن، ثم يعود الإيقاع ويكرر إلى أن يسكت المغني، وأهل زماننا يسمون هذا اللحن الماخوري، وهو مثال صياح الفاختات ككو كو كككو كو.

وأما خفيف الثقيل الثاني فهو ثلاث نقرات متواليات لا يكون بينها زمان نقرة، ولكن بين كل ثلاث نقرات وثلاث نقرات زمان نقرة، مثل قولك: فعلن فعلن تكرر دائما تننن تننن إلى أن يسكت المغني.

وأما الرمل فهو عكس الماخوري ، وذلك أنه سبع نقرات مثله، ولكن أوله نقرة مفردة ثقيلة، ثم نقرتان متواليتان لا يكون بينهما زمان نقرة، ثم أربع نقرات كل اثنتين منها متواليتان، لا يكون بينهما زمان نقرة مثل قولك: فاعلن مفاعلن مثل صياح القباج تن تنن تنن كي ككي ككي ككي، وأما خفيف الرمل فهو ثلاث نقرات متواليات متحركات مثل قولك: متفاعلتن تننن تننن.

وأما خفيف الخفيف فهو نقرتان متواليتان لا يكون بينهما زمان نقرة، ولكن بين كل نقرتين ونقرتين زمان نقرة مثل قولك: مفاعلن مفاعلن تنن تنن تنن تنن، وأما الهزج فهو نقرة مسكنة ونقرة أخرى أخف منها، بينهما زمان نقرة، وبين كل اثنتين زمان نقرتين مثل قولك: فاعل فاعل.

فهذه الثمانية الأجناس التي قلنا: إنها أصل وقوانين لغناء العرب وألحانها، وأما غير العربية كالفارسية والرومية واليونانية فلألحانها وغنائها قوانين أخر غير هذه، ولكنها كلها مع كثرة أجناسها وفنون أنواعها؛ ليست تخرج من الأصل والقانون الذي ذكرناه قبل هذا الفصل، وإذا تأملت يا أخي، أيدك الله وإيانا؛ وجدت صحة ما قلنا وعرفت حقيقة ما وصفنا.

(11) فصل في ذكر المربعات

اعلم يا أخي، أيدك الله وإيانا بروح منه، أن الله تعالى جعل بواجب حكمته الأشياء الطبيعية التي تحت الكون والفساد وأسبابها وعللها الموجبة؛ لكونها أكثرها مربعات بعضها متضادات وبعضها متشاكلات، لما فيها من إحكام الصنعة وإتقان الحكمة، لا يعلم أحد من خلقه كنه معرفتها إلا هو الذي أبدعها واخترعها وأوجدها وركبها وألفها كما شاء كيف شاء.

ونريد أن نذكر طرفا من تلك الأشياء المربعات المتضادات والمتشاكلات؛ ليكون تنبيها لنفوس الغافلين عن النظر فيها، وحثا لهم على التفكر بها والاعتبار لها وتسهيلا لنفوس الباحثين عن معرفة عللها والطالبين ما الحكمة فيها.

Page inconnue