Épîtres des Frères de la Pureté
رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء
Genres
وأما الجواهر الروحانية فتنقسم قسمين: الهيولى والصورة، فالصورة نوعان: مفارقة كالنفس والعقل، وغير مفارقة كالأشكال والأصباغ، والكم ينقسم نوعين: متصل ومنفصل، فالمتصل خمسة أنواع: الخط والسطح والجسم والمكان والزمان، والمنفصل نوعان: العدد والحركة، والخط ثلاثة أنواع: مستقيم ومقوس ومنحن، والسطوح ثلاثة أنواع: بسيط ومقبب ومقعر، والجسم قد تقدم ذكر أقسامه، والمكان سبعة أنواع: فوق وتحت وقدام وخلف ويمنة ويسرة ووسط، والزمان ثلاثة: ماض ومستقبل وحاضر، وكل واحد ينقسم أربعة أنواع: السنون والشهور والأيام والساعات، والعدد نوعان: أزواج وأفراد، ووجه آخر صحيح وكسور، ووجه آخر آحاد وعشرات ومئون وألوف.
والحركة ستة أنواع: الكون والفساد والزيادة والنقصان والتغير والنقلة ، وخاصة هذا الجنس مساو وغير مساو، والكيف نوعان: جسماني وروحاني، فالجسماني ما يدرك بالحواس، والروحاني ما يعرف بالعقول كالعلم والقدرة والشجاعة والاعتقادات، والجسماني نوعان: مفردة ومركبة، فالمفردة نوعان: فاعلة وهي الحرارة والبرودة ومنفعلة وهي اليبوسة والرطوبة، والمركبة نوعان: ملازمة ومزايلة، فالملازمة كالطعوم والألوان والروائح وزرقة الأزرق وفطسة الأفطس، والمزايلة كالقيام والقعود وصفوة الوجل وحمرة الخجل.
والكيفية الروحانية أربعة أنواع: الأخلاق والعلوم والآراء والأعمال، وخاصية هذا الجنس الشبيه وغير الشبيه، والمضاف نوعان: النظير وغير النظير، فالنظير ما كان المضافان في الأسماء سواء، كالأخ والجار والصديق، وغير النظير ما كان المضافان في الأسماء مختلفين، كالأب والابن والعبد والمولى والعلة والمعلول والأول والآخر والنصف والضعف والأصغر والأكبر وكلها في الإضافة معا.
فأما ذواتها في الوجوه فعلى وجهين، الوجه الأول أن يكون أحدهما قبل الآخر كالأب والابن والعلة والمعلول، والآخر أن يكونا موجودين قبل الإضافة مثل العبد والمولى والجار والصديق، وجنس المضاف إذا أضيفت إدارته دخل باقي الأجناس كلها فيه بالعرض لا بالذات؛ وذلك أن الجوهر موصوف بالأعراض، والأعراض صفات له، والصفة صفة الموصوف، والموصوف موصوف بالصفة، كما أن الأب أب للابن، والابن ابن للأب.
وخاصية هذا الجنس أن المضافين يدوران أحدهما على الآخر ولا يتنافيان، وهما في الإضافة معا، فهذه الأربعة الأجناس يقال لها: البسيطة.
وأما الستة الباقية فيقال لها: مركبة أولها الأين وهو من تركيب جوهر مع المكان، والأماكن سبعة أنواع كما بينا في جنس الكمية التي هي من تركيب جوهر مع الزمان، وقد بينا أنواع الزمان في جنس الكم، والنصبة تركيب جوهر مع جوهر آخر، فإن المتكئ متكئ على المتكأ، والمستند مستند على المستند، والملكة من تركيب جوهر مع جوهر آخر.
وهو ينقسم نوعين: إما داخل وإما خارج، فالداخل إما في النفس كما يقال له: علم وعقل وحلم، وإما في الجسم كما يقال له: حسن وجمال ورونق، والذي من خارج نوعان: حيوان وجماد كما يقال له: عبيد ودواب ودراهم وعقارات وتجارات، وجنس يفعل نوعان، إما أن يكون أثر الفاعل يبقى في المصنوع؛ كالكتابة والبناء وما شاكلهما من الصنائع، ومنها ما لا يبقى للفاعل أثر كالرقص والغناء، وجنس ينفعل نوعان إما في الأجسام كما بينا في رسالة الصنائع العملية، وإما في النفوس كما بينا في رسالة الصنائع العلمية.
وإذ قد فرغنا من ذكر الأجناس العشرة وبينا كيفية انقسامها إلى الأنواع، فنحتاج أن نذكر الأشياء التي لا بد من ذكرها، وذلك أن هذه الأشياء إذا قابل بعضها بعضا فلا يخلو أن يكون تقابلها في القول أو في ذواتها، فالذي في القول هو الإيجاب والسلب، فالإيجاب هو إثبات صفة لموصوف، والسلب هو نفي صفة عن موصوف، والذي يخص هذا التقابل الصدق والكذب.
وأما الذي في ذوات الأشياء فهو ثلاثة أنواع، أحدها في الأشياء المتضادة، والآخر في الأشياء التي في جنس المضاف، والآخر في القنية والعدم، والمتضادان هما الشيئان اللذان ينافي كل واحد منهما صاحبه ولا يدور عليه، والمتضادان نوعان: ذو وسط وغير ذي وسط، فالذي هو ذو وسط مثل السواد والبياض اللذين هما ضدان وبينهما وسائط من الألوان كالحمرة والصفرة والخضرة وغيرها، ومثل الحلو والمر فإنهما ضدان وبينهما طعوم أخر، كالحموضة والملوحة والعذوبة وغيرها من الطعوم، وغير ذي الوسط كالصحة والمرض.
ومن خاصية هذين الضدين أن أحدهما إذا كان في الجسم فالآخر أيضا يكون في الجسم، فإن كان أحدهما في النفس فالآخر أيضا يكون في النفس، وخاصية أخرى أن إدراك أحدهما إذا كان بحاسة فالآخر أيضا يدرك بتلك الحاسة.
Page inconnue